بقلم :

  ولمن لا يعلم  فالحاج علي الحفناوي عجوز تجاوز الثمانون من عمره كان قد  وقع مغشيا عليه بالقرب من دوار فراس ثم تم نقله لمستشفى الامير حمزة للعلاج صباح الثلاثاء الماضي ليختفي جسده ويبقى هاتفه النقال والعصا التي كان يتكئ عليها ماثلتان في  قسم الطوارئ تصرخان وتؤشران الى انه ثمة فضيحة كبرى اجتاحت صاحبها.

  بعد 48 ساعة من بحث ذويه عنه في اروقة المستشفى الذي تنكر لوجوده اصلا وجد الحاج علي الحفناوي ملقى في غرفة مهجورة تسمى غرفة الاشعة........ وجد جثة هامدة بعد ان اعياه التعب والارهاق جراء محاولته طرق بوابة الغرفة للاستدلال عليه بعد ان قام موظفوا المستشفى بنسيان وجوده في غرفة الاشعة واغلاقها عليه وسط استهتار واضح واهمال اكثر وضوحا.

  هذه هي القصة باختصار.. ولان التفاصيل تكشف عن عذا بات هذا الرجل الذي بقي  ليومين يصارع الموت وينزف الدم ويصرخ متأوها دون مجيب......... ودون منقذ وهو في مستشفى يفترض ان يكون معنيا بحياة المواطن..... فاذا بهذا المستشفى  يتحول الى مسلخ كبير يضع حدا لحياة المواطن بدل ان يساهم في انقاذها.

  لو كانت هذه الفضيحة حدثت في دول متقدمة لقامت  الدنيا ولم تقعد وسنفترض اننا دولة تحترم مواطنها فنضع هذه القضية امام النواب المخولين بطرح الثقة بالوزراء واقالتهم حسب نص الدستور.......ونحمل هنا وزير الصحة د. صلاح المواجدة المسؤولية الكاملة عما حدث في مستشفى الامير حمزة  لهذا الشيخ الجليل الذي ازهقت روحه نتيجة الاهمال غير المسبوق من بعض موظفي المستشفى.

 وبالتأكيد لن نكتفي باتخاذ الوزير لاجراءات عقابية داخل المستشفى فهو كما علمنا الان يحاول رقع ثقبة الاوزون التي بدأت تتسع شيئا فشيئا في محاولة منه لايهامنا بان تلك القرارات كافية لسد حجم الفضيحة.

  يفترض ان يتحمل وزير الصحة المسؤولية كاملة وان يكون جريئا بحجم الفضيحة التي ارتكبت بوزارته ليقدم استقالته فورا ويعتزل الوزارة التي ازهقت روح هذا المواطن جهارا نهارا.

 اما النواب  فنحن لازلنا بانتظار موقفهم من هذا الحدث الجلل كي يقوموا باخذ زمام المبادرة في طرح الثقة بوزير الصحة الذي يواجه الان اخفاقات كثيرة في اداء وزارته ....... واعتقد انه سيلجأ الى العقاب الداخلي باقالة مدير هنا ومدير هناك لايهامنا مرة اخرى بانه يمسك بزمام الوزارة التي بدأت تنهار شيئا فشيئا جراء الادارة الفاشلة... والتسيب الواضح الذي اصبح يشكل خطرا على حياة المواطن الاردني.

 ننتظر من النواب ان يكونوا على قدر المسؤوليه باقالة هذا الوزير .. وفورا