حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8766

%15 انخفاض المياه العذبة بحلول 2040

%15 انخفاض المياه العذبة بحلول 2040

%15 انخفاض المياه العذبة بحلول 2040

25-03-2023 10:59 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - باتت حالات جوية متطرفة تجسد مشهدا متماثلا بين الأردن وولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، في ضوء انعكاسات ظاهرة التغير المناخي، وإن تباينت في شكلها بين الفيضانات والأعاصير من جهة، وانحباسات مطرية متكررة من جهة أخرى، فيما يتوقع أن يتسبب التغير المناخي بانخفاض إضافي في موارد المياه العذبة من المصادر التقليدية في الأردن، بنسبة 15 % في العام 2040.


هذا المشهد أضحى يتخذ منحى متزايدا خلال الأعوام القليلة الماضية، ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل حول جدوى خطط واستراتيجيات العمل المقبلة في ضوء مؤشرات مناخية متذبذبة وغير مستقرة وتأثيرها بشكل خاص على الاستقرار المائي.


الدراسات العلمية التي شاركت بها جامعة “ستانفورد” الأميركية في سان فرانسيسكو مع وزارة المياه والري الأردنية حول أوضاع الأحواض المائية في المملكة، خلال زيارتها للجامعة ضمن مشاركتها في الاجتماعات المسبقة لبرنامج “الطريق إلى مؤتمر المناخ كوب 28: برنامج المناخ والاقتصاد والمياه للصحفيين الأردنيين”، والمنعقدة في ولايتي كاليفورنيا ونيومكسيكو، تناولت التأثيرات على موارد المياه والغذاء والطاقة في ظل سيناريوهات مختلفة للمناخ والسكان والظروف الاقتصادية.


وأشارت تلك الدراسات التي استعرضها البروفيسور في “ستانفورد” ستيفن جوريليك بعنوان “مشروع مياه الأردن” خلال الاجتماعات التي استمرت اعتبارا من نهاية شباط (فبراير) الماضي حتى 8 آذار (مارس) الحالي، إلى أهمية الأخذ بالاعتبار تطوير أدوات مواجهة سيناريوهات مستقبل المياه في الأردن، وخاصة تأثيرات تلك التحديات على توافر المياه العذبة.


ويترصد التحدي الشامل في الحفاظ على النظام البشري الطبيعي في ظل تغير بيئي واجتماعي واقتصادي متسارع، الأردن، أحد أفقر عشر دول في العالم مائيا، ما استدعى تطوير نهج جديد لتقييم السياسات الهادفة إلى تعزيز استدامة أنظمة موارد المياه العذبة.


وبات مؤكدا هذا التحدي الذي رصدته الاستراتيجية الوطنية للمياه للأعوام 2023 – 2040، والتي أطلقتها وزارة المياه والري مؤخرا، حيث توقعت أن يتسبب التغير المناخي بانخفاض إضافي في موارد المياه العذبة من المصادر التقليدية، بنسبة 15 %، حسب الخطة الوطنية الشاملة للمياه بحلول العام 2040.


واعتبرت استراتيجية “المياه” أن “تغير المناخ خطر كبير، سيكون مصحوبا بعواقب وخيمة محتملة، على الإنسان والاقتصاد والنظم البيئية، وخصوصا على قطاع المياه، فهو أكثر القطاعات تأثرا بالتغيير المناخي”.


ويعني التغير المناخي بالنسبة للمياه؛ كميات هطول أمطار ذات أنماط متغيرة باستمرار، وارتفاع درجات الحرارة، وأحيانا المزيد من الفيضانات الشديدة، بالإضافة لانخفاض معدل جريان المياه

في الوديان بنسبة 15 % بحلول العام 2040، وانخفاض تغذية المياه الجوفية بنسبة 15 % بحلول العام ذاته.
كما يعني أيضا، تدني جودة المياه، حيث إن انخفاض تغذية المياه الجوفية بسبب قلة هطول الأمطار مصحوبا بارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ارتفاع مستويات الملوحة، إلى جانب مظاهر أضرار البنية التحتية للمياه والصرف الصحي جراء الفيضانات وحالات الجفاف المتكررة والحادة، فضلا عن ارتفاع الطلب على المياه في فصول الصيف الحارة، وانخفاض كميات مياه الزراعة المروية والبعلية.


وعودة إلى دراسات “ستانفورد”، بحثت تلك الدراسات أوضاع المياه في المملكة خاصة الجوفية والأحواض العابرة للحدود، مستهدفة توجيه نظر صانعي القرار إلى المستويات الحكومية والإدارية والتنظيمية والمستخدمين، نحو بناء مجموعة من سيناريوهات التدخل لتحليل استدامة المياه العذبة.


وأكدت الدراسات التي أجرت تحليلا إحصائيا حول ظواهر التغير المناخي وقياس أثرها على انخفاض هطول الأمطار والتقلبات المناخية في الأردن، أن الأردن والمنطقة يعيشان حالة غير مسبوقة من التغييرات المناخية التي تفضي إلى تراجع معدلات الهطول المطري على المنطقة، خاصة خلال الأعوام العشرين الماضية.


وبينت أن المنطقة ستتأثر بظاهرة التغير المناخي وتتعرض إلى ازدياد في درجات الحرارة وتغير في أنماط الهطول المطري، معتبرة أن ذلك بحد ذاته تهديد للأمن المائي واستدامة التنمية الاقتصادية في الأردن الذي يعاني أصلا من شح المياه.


ويعاني الأردن من تحديات نالت من وصول أمن نظامه المائي إلى نقطة تحول، بسبب إمدادات المياه المحدودة للغاية، والنمو السكاني السريع والتحولات الديموغرافية، وتغير المناخ وتقلبه، علاوة على المنافسة العابرة للحدود على موارد المياه العذبة المشتركة، والخلل المؤسسي، وفق الدراسة.


وباتت ظاهرة تداعيات التغيرات المناخية خاصة على ندرة المياه المؤدية للأزمات، تستحوذ على مناطق ومناح أوسع مما كان يعتقد سابقا، وهو ما يستدعي تأطير المناقشات المرتبطة بهذا الإطار وصولا إلى المستويات الدولية، وهو ما يرمي إليه البرنامج الذي نظمته مؤسسة “World Learning” الأميركية، بتمويل من وزارة الخارجية الأميركية وبالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة في عمان.


بدوره، أكد البرنامج أهمية الدور الذي يلعبه الصحافيون بهذا الخصوص، مشيرا إلى مسؤوليتهم إزاء مجابهة المعلومات المضللة أو الخاطئة التي يتم نشرها من خلال الصحافة البيئية والحرجة خاصة تلك المرتبطة بالمياه.

الغد

 








طباعة
  • المشاهدات: 8766

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم