26-03-2023 11:41 PM
سرايا - بدأت منال شويات (43 عاما)، قبل 10 أعوام، تطبيق هوايتها بصناعة الدمى داخل منزلها من أجل أطفالها، ومع الوقت تطورت الهواية، لتتحول الى مشروع يدر عليها الدخل.
وتقول شويات، وهي أم لـ3 أطفال، إن “العائلة والأصدقاء عندما كانوا يرون الألعاب بيد أطفالي، كانوا يشجعونني لصنع المزيد منها، وبيعها والاستفادة من موهبتي، بخاصة أنه ليس لدي وظيفة أخرى”.
وتضيف “فعلا بدأت بصنع الدمى وبيعها للمعارف والمقربين وعائلات أصدقاء أطفالي، ومن ثم أنشأت صفحة على موقع التواصل فيسبوك للتسويق والبيع”، موضحة أنها لم تكن تصنع الدمى فقط وإنما منسوجات صوفية بالسنارة (كروشيه)، وتعرضعها على صفحتها وتستلم الطلبات من المتابعين.
وتشير إلى أن هذا المشروع مربح ولكنه بحاجة لمجهود ووقت كبيرين، لذلك فإن الربح يعتمد على توفر الوقت وكمية الانتاج التي تستطيع إنجازه، مبينة أنها لم تتقدم للحصول على رخصة مهن من أمانة عمان الكبرى، وأنها كالكثير ممن يعملون بمهن داخل المنزل بمشاريع صغيرة.
وتوضح شويات، أنها تشتري ما تحتاجه من مواد أولوية لصنع الدمى والكروشيه من السوق المحلي أو من الخارج عن طريق مواقع البيع الإلكتروني.
وفي هذا النطاق، يعد قطاع العمل من المنزل، مكوناً رئيسا للاقتصاد، لكنه يُمارس بشكل غير منظم ويعتبر اقتصاد ظل، وبحسب وزارة العمل فإن 12 ألف صاحب عمل، يشتغلون من المنزل ضمن ما يعرف بالقطاع الخاص غير الرسمي.
وبحسب المادة (3) من تعليمات ترخيص ممارسة المهن من المنزل 2020، الصادر عن مجلس أمانة عمان الكبرى، فإنه يصدر المجلس قائمة بالمهن التي يجوز ترخيص مزاولتها من داخل المنزل، بناء على تنسيب الأمين، وتشمل نحو 85 مهنة ضمن مجموعات: المهن الفكرية، وتشتمل استشارات لغوية، أو تسويقية أو غذائية وغيرها، والثانية مجموعة حرف يدوية، أما الثالثة فمجموعة إعداد أغذية.
ويشترط أثناء ممارسة المهن التي ترخص وفق أحكام هذه التعليمات، الالتزام بمعاييرها وشروطها المحددة، بما في ذلك عدم استخدام او توظيف أكثر من شخص واحد للعمل لدى المرخص له بالمنزل، وعدم التسبب بزيادة حركة السيارات والمركبات او الازدحام في المواقف بالمنطقة السكنية المحيطة، وعدم ممارسة أي مهنة غير المحددة في الرخصة، وعدم نشر أي إعلان بأي صورة عن المهنة يتضمن الإشارة لموقع المنزل.
من جانبه يقول مدير مديرية رخص المهن في الأمانة عادل الصهيبا، إن الأمانة منحت نحو 700 رخصة عمل داخل المنزل في حدودها حتى الوقت الرهن، مبينا أن التعليمات الجديدة قدمت تسهيلات كبيرة لمن يعملون في المنزل، لتشجيعهم، وزادت من أعداد المتقدمين للحصول على رخص، مشيرا إلى أن العدد كان قبل التعليمات 400 رخصة.
ويؤكد أن من يتقدم لرخص المهن في المنزل معفى من رسوم إصدار الرخص خلال أول 3 أعوام، ومن ثم يدفع الشخص 50 % من قيمة الرسوم البالغة 50 دينارا.
ويبين الصهيبا أن الرقابة على المهن داخل المنزل، تجري عبر دائرة الرقابة الصحية والمهنية في الأمانة، مؤكدا أن من يرغب بإصدار رخصة مهن، يكتب تعهدا بقبول قيام الدائرة بالتفتيش عليه داخل المنزل.
ووفقا للمادة (10) من التعليمات الخاصة بإجراءات التفتيش، يتولى موظفو الأمانة القيام بإجراءات التفتيش على المنزل لاستكمال إجراءات منح الرخصة والتجديد والتحقق في حال ورود شكوى، وفقًا للتعهد المقدم سندًا لأحكام الفقرة (ج) من المادة (5) من هذه التعليمات، ووفقا لما هو متبع بترخيص المهن المماثلة في المناطق ذات التنظيم التجاري.
كما بين أنه من الصعب حصر أعداد العاملين في المهن داخل المنزل، لأنهم لا يتقدمون جميعهم للحصول على رخصة، لذا يشير إلى أنه لغايات التفتيش يخرج موظفون من الأمانة ومؤسسة الغذاء والدواء في حال كانت المهنة إعداد الطعام.
من جانبها تقول ربة المنزل والأم لطفلين، مجد المومني، إنها بدأت منذ نحو سبعة أعوام بمشروعها الصغير في المنزل، بصناعة الحلويات الصحية الخالية من السكر، موضحة أنها كانت موظفة قبل الزواج، ولكن بعده وبسبب حملها بطفلها الأول، أصبح لديها مشاكل صحية في الغدة، تسببت في اكتسابها الوزن وأصبحت تعاني من السمنة.
وتضيف المومني بدأت بصنع الحلويات الصحية الخالية من السكر، وقد “شجعني زوجي وعائلتي على صنع الحلويات وبيعها، كونها أولا لذيذة جدا، وثانيا لأشتغل على موهبتي وأملأ وقت فراغي”.
وتلفت إلى التحديات التي واجهتها في مشروعها الصغير هذا، وهي أن كلفة الطعام الصحي مرتفعة وكان الخوف ألا يكون عليه اقبال لارتفاع الأسعار، مبينة أنه “لا يوجد خسارة ولكن في نفس الوقت ليس هناك ربح كبير نظرا للتكاليف المرتفعة”.
الغد