حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1382

الدراما المحلية وما نحتاج

الدراما المحلية وما نحتاج

 الدراما المحلية وما نحتاج

27-03-2023 09:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
إنّ المتابع للدراما المحلية اليوم، يجد أنّ الحوار حولها يأخذ مساحةً أكبر من مشاهدتها، وهناك مساحة من الجدل تتناول المحتوى، واللهجة، والشكل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وهذه الحالة ليست مقتصرة لدينا في الأردن وحسب، بل تنسحب على معظم المجتمعات والدول العربية، ففي العراق اتحذ قرار رسمي بإيقاف أحد المسلسلات الرمضانية، ومثل هذا الجدل والإيقاف هو شيء طبيعي في ضوء الزخم الدرامي في الشهر الفضيل.

غير أنّ ما نحتاجه ونحن في صلب هذا النقاش المحلي حول الدراما، هو الحديث عن المضمون والرسالة، أكثر من البقاء في فلك اللهجة، والشكل، فسؤال الهوية معروف أنه يطرق الباب في مجتمعنا بقوة، وذلك لأسباب معلومة جغرافياً، وتاريخياً، ولكنه قلق أحياناً يكون مبالغ فيه، فالأردن بشكله ولونه وهوية ناسه، باقٍ وقويُ ما دامت هذه الأرض تدور.

والحديث عن الدراما في بلادنا اليوم، بحاجةٍ إلى حوارٍ أعمق، يتصل بملكة الإبداع، والأدب، والمقدرة على إنتاج نصٍ أدبيٍ جيدٍ يمثل حياة الناس، ويحاكي حاضرهم، واوجاعهم، وهمومهم، بعيداً عن جدليات أخرى، لربما آخر ما نحتاجها اليوم في ضوء ما تعيشه منطقتنا العربية من تشظٍ.

إننا اليوم، مطالبون بالتأمل في مشهد الإنتاج في بلدنا، والبحث عن مواهب قادرة على حياكة نصوصٍ رفيعةٍ جيدة، ففي أزمانٍ مضت كنا متقدمين في الدراما البدوية، وذلك لأنّ النصوص التي كانت تكتب آنذاك، كانت مستقاة من قصص حقيقيةٍ موجودة في مخيال الناس، واستطعنا توظيف هذا اللون والتفوق فيه، وتصديره إلى أسواق المنطقة، حتى بات الأردن يتميز بهذا اللون لعقود.

كما أننا نجحنا في فتراتٍ مضت من تقديم دراما تاريخية قادرة على استباط الدروس والعبر، واستحضار فتراتٍ تاريخيةٍ مميزة من عصرنا العربي والإسلامي، وأخذت لاحقاً الدراما التي تشبه ريفنا الأردني مساحةً جيدة، واستطاعت أنّ تكون تعبيراً عن الناس في قرانا وحياتهم، وعلى هذا المنوال فإننا استطعنا أنّ نجد لممثلينا وفنانينا، وأدبائنا مساحةً جيدةً في عالم الدراما والمسلسلات.

وإذا ما كانت بعض الدول تسخر الدراما كأحد دلالات القوة الناعمة فيها، والقادرة على التأثير، وتصدير الصورة الدالة على قوة الدولة ومجتمعها وتماسكها، فإننا اليوم مطالبون بإعادة النظر في ما ينتج، وذلك لنعود إلى دور الريادة الذي نجحنا به.

وعلى القائمين على هذا القطاع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ عالم وفضاء «التواصل الاجتماعي» لا يعبر عن رأيٍ ناقدٍ بالضرورة، مبني على علمٍ وخبرةٍ، وذلك على أهميته، وأهمية ما يطرح من نقاش فيه، ذلك أنّ مسألة الدراما كما يقول إخواننا المصريون تخضع لقاعدة «باب الفن واسع، وعقول الناس ضيقة»، وعلى أهمية هذا القول السائر أو الدارج، إلا أنه لا يشبه الحالة التي نعيشها اليوم، فعلينا الاعتراف بأن هناك ضعفا في ما يبث عبر شاشاتنا المحلية.

إننا اليوم بحاجةٍ وأمام هذا النقاش إلى تصويب الدراما، والارتقاء بالذائقة الفنية والفكرية، ومخاطبة جمهور اعتاد الصورة وبات يبحث عن الحبكة، والمقدرة على التأثير، وذلك حتى لا نبقى كل عام نعيش حالةً من الجدل غير الصحي... فالدراما مرآة المجتمعات، والشعوب.








طباعة
  • المشاهدات: 1382
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-03-2023 09:52 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم