27-03-2023 09:53 AM
بقلم : محمد بركات الطراونة
من يراقب المشهد السياسي على الصعيد العالمي، يلحظ فوراً، أن الأردن يحظى بمكانة دول مرموقة، واحترام لسياساته المعتدلة البعيدة عن التدخل في الشؤون الداخلية للغير، فكثير من دول العالم لا تستطيع أن تتحرك في سياساتها الخارجية في أكثر من اتجاه واحد، لإنها منحازة إلى ذلك الحلف، أو ذلك المعسكر أو التجمع، مما يشكل عائقاَ أمام امتداد وتوسيع دبلوماسيتها، وتحركها بشكل مرن ومريح مما يحد من تأثيرها عالمياً.
الأردن ومن خلال سياساته يمتلك حرية الحركة في كل الاتجاهات بفضل مرونة الدبلوماسية والسياسة، التي يقودها ويوجهها ويشرف على سيرها جلالة الملك عبد الله الثاني، الأردن من أوائل الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز، ويشارك في كل مؤتمراتها ونشاطاتها وفعالياتها، الأمر الذي يعطي الدبلوماسية الأردنية قدرة كبيرة على التأثير في مجرى السياسات والأحداث الإقليمية الدولية، وما تحركات جلالة الملك والنشاطات التي قام ويقوم بها من تواصل مع مختلف قيادات وزعامات العالم وأصحاب القرار والرأي والتأثير، إلا تأكيد على سياسة التوازن والا?تدال والوسط، التي تعتبر نهجاَ يحكم السياسة الأردنية منذ بدايات تأسيس الدولة، الأردن من هذا المنطلق ينفتح على ثقافات العالم، وفكر يقوم على مستوى متقدم من جوانب الخطاب السياسي والثقافي والديني، يستند الى إرث هاشمي تبنى منهج الاعتدال والوسطىة في الحكم وإدارة شؤون الدولة وفكرها المستنير وخطابها الدبلوماسي الذي يقوده جلاله الملك، النظام السياسي في الأردن نجح في بناء الوطن الحديث المعتدل المزهر، الذي يعتز ويفتخر بهويته وأصالته مع مراعاة جوانب الحداثة، رغم أنه يعيش في محيط ملتهب وهائج سياسياً وامنياً.
الأردن ومن خلال نهجه في الوسطية والاعتدال إنما يستند الى تحكيم العقل، وسطية تقوم على التسامح واذكاء روح التضامن والوحدة، تعكسها رؤية شمولية تستشرف المستقبل، وبُني النظام السياسي على أساس ديمقراطي، يستند الى دستور حضاري متطور، تنطلق منه دولة القانون والمؤسسات وحماية حقوق الإنسان، كل هذه الاعتبارات مكنت الهاشميين من قيادة السفينة الى شاطئ الأمان، بالرغم من الزلازل والعواصف السياسية التي اطاحت بأنظمة سياسية في المنطقة والعالم، وتمكن الأردنيون وجنباً الى جنب مع قيادتهم الحكيمة من بناء دولة عصرية، رغم شح الموار? ومحدودية الإمكانيات، إلا من خلال إرادة أبنائه وقيادته في تحقيق التقدم والتطور، وتجاوز كل العوائق والتحديات بفضل علاقاته المتوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة و تمكن من تحقيق افضل الانجازات منطلقاً من بناء تنويري وعقلية منفتحة مكنته من اعتماد التوازن نهجاً في علاقاته مع كافة القوى على الساحة الدولية، فهو يحظى باحترام وتقدير الجميع، ويمتلك شبكة علاقات قوية مع مختلف دول العالم، متجاوزاً كل الصراعات والخلافات التي تشهدها العلاقات بين بعض الدول، وهو من دعاة بناء العلاقات المتوازنة بين الدول، وحل الازمات والصراعا? من خلال الجهود الدبلوماسية والحوار السلمي أساساً للحل، بعيداً عن العنف والتطرف والحروب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-03-2023 09:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |