حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,27 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1563

الانتحال العلمي: ذكاء أم انتحار

الانتحال العلمي: ذكاء أم انتحار

الانتحال العلمي: ذكاء أم انتحار

27-03-2023 09:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. هبة أبو عيادة
السرقة العلمية أو الأكاديمية أو الانتحال العلمي اختلفت المسميات والجُرم واحد، إذ تُعد مصدر قلق وناقوس خطر في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، فكيف لعضو هيئة تدريس وأكاديمي ومربي أجيال ويُدرب كوادر لسوق العمل ممارسة سلوك لا أخلاقي واستخدام عمل أو فكرة شخص آخر وينسبها له كأفكار خاصة به دون إعطاء الحق لأصحابه أو الاقتباس لكاتبه.

إن الانتحال سلوك لا أخلاقي وانتهاك للنزاهة الأكاديمية ومُنافي لكل الأديان والعادات والثقافات.

فالسرقة سرقة ولو بكلمة، وعلى الرغم من جهود الجامعات وسياساتها الصارمة وإرشاداتها المستمرة لمنع الانتحال ووأد جذور الفساد وأي سلوكيات غير مرغوب بها، ولكن وللأسف لا يزال انتشار كبير للسرقة العلمية والانتحال وبمعدلات متزايدة تنذر بالخطر.

دائما نقول الغاية لا تبرر الوسيلة فادعاء البعض بأنه يلجأ لمكاتب بحثية لشراء أبحاث بسبب عدة أسباب أذكر منها: أولاً: الضغط الهائل من الجامعة لنشر أوراق بحثية للحفاظ على الوظيفة أو الترقية، أو زيادة الأعمال المطلوبة وأعباء الوظيفة، وضيق الوقت وعدم كفايته للبحث العلمي ومراجعة الأدبيات، أو الادعاء بنقص الأصالة في الأفكار؛ فيلجأ إلى نسخ ولصق أقسام من أوراق أخرى، والتي يمكن اكتشافها بسهولة من خلال برنامج فحص الانتحال وتعود عليه بالضرر الأكبر نتيجة سلوكه اللاأخلاقي غير المبرر، ثانيًا: قلة الوعي بخطر الانتحال، فقد ?ا يكون على دراية بالفروق الدقيقة في الكتابة الأكاديمية وطرق الاقتباس المناسبة، وهذا النقص في المعرفة يمكن أن يؤدي إلى سرقة أدبية غير مقصودة، إذ قد ينسخ الباحثون عن غير قصد عمل شخص آخر، ثالثًا: عدم الثقة بالنفس وقدراته العملية والخوف من التجربة فيلجأ إلى المكاتب لإعداد البحث ونشره مقابل المقال ويؤسفني أيضًا أنه قد يصل حتى إلى أن يستخدم محتوى علمي منشورا أو جملا قيلت في مقابلة إذاعية أو محفل علمي ويتغنى بها وينسبها لنفسه دون وجه حق فلا بد من تذكرهم بقوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ).

فلا بد على كل أكاديمي وباحث وطالب علم أن يتقي الله في نفسه أولاً ويعزز ثقته بنفسه بالتسلح بالمعارف والمهارات والخبرات بدل إضاعة الوقت بمتابعة الآخرين لسرقة أعمالهم ونتاجاتهم وكلماتهم حتى لا يُهلكه جهله واستثمار الوقت لتطوير مهاراته بدلا من ذلك.

فالمنصب أو الوظيفة هي أمانة استُخلف فيها الباحث، وعليه أن يكون على قدر المسؤولية أو الانسحاب منها، فإنها كما جاء في قوله عليه السلام: يا أبا ذرٍّ إنك ضعيفٌ وإنها أمانةٌ و إنها يومَ القيامةِ خزيٌّ و ندامةٌ.

يجب على الجامعات الحزم واتباع نهج استباقي لمنع الانتحال العلمي والصرامة في تطبيق عقوبات الفساد الأكاديمي بشفافية وعدالة على كافة المناصب والإدارات ومساءلة كل الفاسدين والمنتحلين وإعداد ورش توعوية للباحثين والطلبة بأهمية النزاهة الأكاديمية وعواقب الانتحال وطرق الاقتباس المناسبة، و تقديم برامج تدريبية وورش عمل حول الكتابة الأكاديمية والأصالة في البحث العلمي ومنع الانتحال. واستخدام برامج الكشف عن الانتحال ومقارنتها بقاعدة بيانات ضخمة للعمل الأكاديمي الحالي للتأكد من أصالة الإنتاجات الأكاديمية قبل الترقية ولأع?ال الطلبة أيضًا للتأكيد على النزاهة الأكاديمية ورفض حتى حالات الانتحال البسيطة وتقديم تقارير مفصلة لأعضاء هيئة التدريس.

ختامًا إن جامعاتنا وجدت لأجلنا ولأجل إعداد شباب المستقبل وكوادر المجتمع والأمل المنتظر، جيل النهضة والتغيير، والأبحاث العلمية ليست لإثقال أو الإجهاد بل لحل المشكلات الراهنة ومواكبة المستجدات فلا بد من تكاتف الجميع ورفض الفساد الأكاديمي والسرقة العلمية الانتحال الأكاديمي وأي سلوكيات تسيء للمنظومة التربوية وأن تنفذ الجامعات سياسات صارمة لردع الانتحال وتحديد عقوبات الانتحال بوضوح وشفافية، ويجب أن تكون العواقب رادعة بما يكفي لتثبيط أي سلوك لا أخلاقي محتمل، وأن الجميع سواسية أمام القانون طلبة وأعضاء هيئة التدري?، وأن التعليم والتدريب والسياسات الصارمة هي نهج الجامعات الاستباقي لتعزيز النزاهة الأكاديمية ومنع الانتحال. والحفاظ على جودة البحث وسمعة الجامعات والتأكد من أن خريجيهم لديهم المهارات العملية والعلمية والأخلاقية اللازمة للنجاح في حياتهم المهنية وأنه لا بد من التأكيد على أخلاقياتنا وسلوكياتنا، ونُعد جيلا أمينا وواعي وصادقا فمن شب على شيء شاب عليه.








طباعة
  • المشاهدات: 1563
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-03-2023 09:56 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم