28-03-2023 01:12 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
خلق الله الإنسان، خلقا معقدا، ليس من السهل، بل من المستحيل سبر اغواره ومداخله وأسراره، فكل يوم وكل ساعة يكتشف العلم جديد، في النفس والجسد الإنساني، وقالها رب العزة
(... وفي أنفسكم أفلا تبصرون) وترى الإنسان وهو يسعى بشكل يومي يبحث عن تحقيق مصالحة، تلك المصالح التي ترفع من قدره المادي والمعنوي، وبقدر من يحقق من هذه المصالح، تجده سعيدا منتشيا، وبعض هذه المصالح والقناعات خُلقت لصيقة مع الإنسان، ومنها حب التملك، هذا التملك الذي لا حدود له، ولا شطآن، فكلما تملك شيئا يسعى لأكثر منه، وتجده ملاصق ومتلصق بتلك النوافذ والأبواب التي تدر عليه هذا العطاء، ويعمل كل شيء لإرضاء هذه المصادر حتى تبقى منفتحة له وتدر عليه من نعمائها وخيراتها، والمتفحص لهذه العلاقات وأسبابها، يجد ان الانسان منفطر عليها، فعندما خلق الله الإنسان، رغّبه بعبادة من خلال عطايا تعطى له في الآخرة جزاءً له على اتباعه قوانين وتعليمات رب العالمين، فلولا هذه العطايا التي وعِد بها الإنسان من ربه، لوجدت كل الناس منحرفون بلا ضوابط وقناعات انسانية،كانت وضعية او سماوية، وهمهم تحقيق مصالحهم، فتجد ان عديم *القناعات الانسانية الوضعية والسماوية، يخرق كل القيم السائد شرقا وغربا في سبيل تحقيق مصالحه، فالمصلحة هي محور الحياة البشرية، سواء كانت هذه المصالح مع الله أو بين بني البشر،
فالحياة هي لوحة متشابكة من مصالح مشتركة بين الناس، فالكل دول وأشخاص، بما أوتي من قوة بدنية او اقتصادية او عسكرية يعمل على ذيادة وتقوية هذه المصالح حتى يرقى بحياتة وحياة شعبه، إلى أعلى المصارف فأنت ايها الإنسان مرتبط بعائلتك لأنها مصدر عطاء بالنسبة لك، ووطنك الذي منحك كل شيء أو بعض الشيء، تجد ان الانسان أصبح يحدد قوة انتماءه لوطنه بكبر هذا العطاء وحجمه، اي ما يحقق له هذا الوطن من مصالح مادية تسهم في تحقيق حياة شريفة له، فأصبح الانتماء للوطن بقدر ما يقدم له من مصالح مادية
بحته هذا الوطن، انها أصبحت جدلية منفرة، ان تقيس انتماءك للاشياء بقدر ما تقدم لك هذه الأشياء، من مصالح، وبقدر ما تشبع لك هذه المصادر من رغبات وتحقق لك من احتياجات ومصالح،وأهداف، ويحضرني في هذا المقام، قول رابعة العدوية، (ربي ما عبدتك طمعاً في جنتك، ولا خوفا من نارك، وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة) فاين نحن من ذلك واين الوطن منّا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-03-2023 01:12 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |