حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 38671

حُلمه بالأبوة قاده إلى السجن .. الموظف البريطاني الذي سرق 9 بنوك أمريكية خلال استراحة الغداء

حُلمه بالأبوة قاده إلى السجن .. الموظف البريطاني الذي سرق 9 بنوك أمريكية خلال استراحة الغداء

حُلمه بالأبوة قاده إلى السجن ..  الموظف البريطاني الذي سرق 9 بنوك أمريكية خلال استراحة الغداء

29-03-2023 08:03 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - لم يكن الموظف البريطاني ريد دومينغو، البالغ من العمر 58 عاماً اليوم، يظن أن حياته ستنقلب رأساً على عقب، بسبب رغبته الملحة بأن يصبح أباً، إذ إن رحلته في الحصول على طفل، وتراكُم ديون علاجه، قادته لأن يصبح سارق بنوك محترفاً.

فقد تمكَّن هذا الموظف من وضع خطة بسيطة من أجل سرقة البنوك، وذلك خلال استراحة الغداء، حيث كان يقوم بتغيير ملابسه، والتوجه إلى بنوك مختلفة، وسرقة أموالها، دون إثارة شكوك أي أحد.

لكن رغم أنه تمكن من الحصول على طفلة واحدة، فإن عواقب ما فعله كلفته الكثير، وجعلته مضطراً للعيش بعيداً عنها، وهي التي قام من أجل إنجابها بكل عمليات السرقة التي أدخلته السجن.

ديون متراكمة بسبب عمليات التلقيح الصناعي
تعود قصة الموظف البريطاني، ريد دومينغو، واسمه الأساسي رضوان، للفترة ما بين يونيو/حزيران 2000، ويوليو/تموز 2001، عندما كان بحاجة ماسة للمال، من أجل سد ديونه المتراكمة، خلال رحلة من التلقيح الصناعي التي خضع لها ليتمكن من أن يصبح أباً، والتي كلفته ما يزيد عن 250 ألف دولار أمريكي.

إذ إن ريد قد وجد نفسه في ضائقة مالية خانقة، ابتداء من سنة 1998، وهو تاريخ ولادة طفلته الوحيدة أنجليك، وغير قادر على العيش في نفس المستوى الذي اعتاده وزوجته الأمريكية باتريس، التي وصفها بأنها توأم روحه الحقيقي، حسب بودكاست حديث، كشف فيه عن تفاصيل قصته.

فقد كان ريد وباتريس يعيشان في منزل كبير، تحيط به أشجار البرتقال، ويطل على المحيط والجبل الموجود في جنوب كاليفورنيا في أمريكا، فيما كان يعمل في شركة والده للتكنولوجيا الحيوية، وكان راتبه يكفيه ليعيش حياة مرفهة.

سرقة البنوك.. الحل المتبقي أمام ريد
كان ريد دومينغو يغادر بشكل يومي مكتبه في منتصف النهار، من أجل تناول وجبة الغداء، وقد تحول هذا الوقت القصير إلى متنفس له من أجل القيام بعمليات سرقة البنوك، بغية تجميع المال الكافي لسداد ديونه المتراكمة.

وجاءته فكرة سرقة البنوك سنة 2000، بعد أن تلقى تدريباً للسلامة في الشركة التي كان يعمل بها، وجاء في إحدى جلساتها، أنَّ صرَّافي البنوك لا بد لهم أن يمتثلوا لمطالب اللصوص ويُسلِّموا لهم المال فوراً، من أجل ضمان سلامتهم الشخصية.

فقد كان دومينغو قبل ذلك قد قام برهن منزله مرتين، وبلغت بطاقاته الائتمانية الحد الأقصى، ولم يعد قادراً على الحصول على المزيد من القروض، ما جعله يدخل في حالة ضيق ويأس، وأصبح غير قادر على النوم ليلاً، وكل تفكيره في طريقة للخروج من هذا الوضع.

وفي شهر يونيو/حزيران 2000، كان على ريد دفع مبلغ يقارب 12 ألف دولار أمريكي، من أجل سداد أقساط ديونه، وتغطية مصاريف الفواتير المتراكمة، ليقرر في أحد الأيام أنه سيقوم في اليوم الموالي بسرقة بنك.

نجاح أول عملية.. لتستمر السرقات
في اليوم المقرر خرج ريد دومينغو من مكتبه في ساعة استراحة الغداء، ثم توجه إلى أقرب فرع من فروع البنك الذي يتعامل معه، وذلك لكي يتمكن من الاختفاء بشكل سريع بعد القيام بعملية السرقة.

ومن أجل التمويه على الشرطة والعاملين في البنك قام ريد بتغيير ملابسه، وارتدى قبعة ونظارة شمسية عاكسة، وحمل في يده خوذة دراجة بخارية، لكي يتم البحث عن صاحب دراجة وليس سيارة.

دخل البنك، وتوجه إلى الصراف، وقدم له ورقة مطبوعة، لكي لا يضطر للتحدث والكشف عن هويته البريطانية من خلاله لكنته المختلفة.

كتب في الورقة: "ابقَ هادئاً، لسنا نمزح، اتبع هذه التعليمات وسيكون كل شيء على ما يرام، ضع 10 آلاف دولار في الحقيبة، استخدم فئات 100 و50 و20 دولاراً، لا تضع أموالاً مزيفة، ولا عبوات صبغ".

قام موظف البنك بتنفيذ التعليمات، وقدَّم المال لريد، الذي غادر مسرعاً المكان، وهو يقول في قرارة نفسه "لن تفعل هذا الأمر مجدداً"، إلا أنه بعدما وجد 10 آلاف دولار فعلاً في الحقيبة شعر بسعادة كبيرة، وعاد بسرعة عن قراره الأول.

بعد 10 أيام سرق 1615 دولاراً من نفس سلسلة البنوك، ثُمَّ في الشهر التالي قام بسرقتين أخريين بقيمة 14109 دولارات، و5150 دولاراً.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، عاد لسرقة 10079 دولاراً، وفي يناير/كانون الثاني سرق 8262 دولاراً، وفي فبراير/شباط سرق 3402 دولار، ثم في مارس/آذار سرق 4435 دولاراً، وأخيراً في يوليو/تموز سرق 5072 دولاراً.

وفي إحدى المرات اصطحب ابنته ذات الثلاث سنوات من أجل توصيلها إلى الحضانة وتركها نائمةً في مقعد السيارة، بينما دخل من أجل الحصول على المال.

وقد وصلت قيمة السرقات التي قام بها الموظف البريطاني ريد دومينغو إلى ما يعادل 64 ألف دولار نقداً، خلال 9 سرقات لبنوك في مقاطعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

مدير أحد فروع البنك المسروق يكشف هوية ريد
أُلقي القبض على ريد دومينغو سنة 2002، أي بعد عام واحد من عمليات السرقة التي أقدم عليها. يقول: "أيقظ ثلاثة عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي زوجتي، وكنتُ أنا في غرفة المعيشة، اكتشفت زوجتي حينها ما فعلتُه".

إذ لم يكن يعرف أي أحد من أصدقائه أو أفراد عائلته بما كان يقوم به، خاصة أن اثنين من أصدقائه كانا رجال شرطة، ووالد زوجته كان طبيباً جراحاً، فيما كان والده مالكاً لسلسلة من الشركات في بريطانيا وأمريكا.

فقد كان يقوم بعمليات السرقة والتخفي بطرق لم يتمكن أحد من كشف هويته خلالها، حتى إن الصحافة كانت تظن أن هذه السرقات وراءها عصابة مكونة من عدة أفراد، وأُطلق عليها اسم عصابة "Easy Rider"، لأنَّه كان يضع خوذة دراجة بخارية عليها نجوم وخطوط مثل تلك التي ظهرت في الفيلم الذي صدر عام 1969 ويحمل الاسم نفسه.

ومن أجل القبض عليه، عرض بنك واشنطن ميوتشوال جائزة قدرها 2500 دولار، فيما كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في الأمر، من أجل الوصول إلى الجاني.

لكن الطريقة التي تم بها كشف هويته كانت بسبب مدير أحد فروع البنك الذي سُرق، بعد أن تعرف عليه من خلال نشرة أعدها المختص بكاميرات المراقبة، لأنه كان دائم التردد على البنك بشكل متواصل سابقاً.

الحكم عليه بالسجن وترحيله من أمريكا
حُكم على ريد دومينغو بالسجن لمدة 4 سنوات، وتم ترحيله بعد إطلاق سراحه من أمريكا إلى المملكة المتحدة، حيث يعيش حالياً في بلدة "ميدنهيد" بمقاطعة بيركشاير، وبسبب سجله الإجرامي أصبح ممنوعاً من دخول أمريكا بشكل كامل.

ورغم أنه يعيش في بريطانيا، فإن زوجته وابنته مازالتا تعيشان في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو غير قادر على لقائهما بشكل مباشر، فيما علاقتهم تعتبر وطيدة ومقربة رغم بعد المسافات.

وقد حاولت باتريس العيش والاستقرار مع زوجها وابنتهما في المملكة المتحدة، سنة 2010، إلا أنها لم تتمكن من التأقلم مع الأوضاع هناك، خصوصاً أن شركتها الخاصة موجودة في كاليفورنيا، ووالدها كان مريضاً، يحتاج إلى الرعاية، فعادت إلى ديارها سنة 2013.

أما أنجليك، التي تبلغ من العمر 24 عاماً في الوقت الحالي، فقد أكملت دراستها، وتعمل في إدارة أمن النقل الأمريكية في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون.

وبالرغم من مرور 15 سنة على سجنه، فإن ريد مازال يحاول جاهداً من أجل الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة الأمريكية، والعيش من جديد مع عائلته.

إذ يعتقد محاميه أنَّ لديه فرصة لتحقيق طلبه، لأنَّه يمكن أن يُثبت أنه قد تمت إعادة تأهيله، وأن سجله الإجرامي نظيف منذ 15 عاماً.










طباعة
  • المشاهدات: 38671

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم