سرايا - في طوابير طويلة وبانتظام يصطف الكثير من أبناء العاصمة اليمنية صنعاء عقب صلاة العصر من كل يوم أمام مجموعة من المسنين في باحة المسجد الكبير لتكحيل عيونهم، في صورة توضح تمسك سكان المدينة بعاداتهم وطقوسهم الرمضانية.
ونشر المصور اليمني نزار مقبل مجموعة من الصور والفيديوهات التي تظهر الأعداد الكبيرة من الحاضرين وسط باحة المسجد الكبير من أجل تكحيل عيونهم، وهم يرددون الصلوات والتسليم على النبي الكريم محمد.
وعلّق مقبل على الفيديو قائلا "الكحل ورغم تأثيره على العيون لحظة وضعه، فهو يزيد من لهيبها ويزيد الدموع، إلا أن البعض يحب هذا النوع من الكحل موقنين أنه علاج لعيونهم".
وأضاف "هذه الابتسامة تصف شعور محرم البروي، وصديقه إسماعيل لطف البواب اللذين يمارسان تكحيل العيون منذ 15 عامًا باستخدام كحل الأقليط في الجامع الكبير بصنعاء".
وبينت فيديوهات نشرها مصورون على منصات التواصل الاجتماعي، حرص سكان صنعاء على التمسك بهذه العادة التي يعتقد الكثير منهم أنهم يحيون بها سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ويتداول اليمنيون قصصا تاريخية تروي أن زرقاء اليمامة -وهي امرأة نجدية من جَديس في الجزيرة العربية اشتهرت بحدة بصرها- كانت تستخدم كحل الإثمد.
الكحل موروث ثقافي
والكحل أو الإِثمد هو حجر يطحن ليستخدم مسحوقه لتكحيل العيون، ويستخدم غالبا مادة لتجميل النساء.
وعادة الاكتحال منتشرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمغرب العربي وجنوب آسيا وبعض من أجزاء أفريقيا ما دون الصحراء الكبرى.
ويعود تاريخ استخدام الكحل إلى العصر البرونزي، أي حوالي العام 3500 قبل الميلاد، وقد استخدمته شعوب وحضارات أشهرها الفراعنة، وكانوا يستخدمونه فتظهر عيونهم واسعة وجميلة.
ما حكم اكتحال الرجال في الإسلام؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكتحل، وقد روى عبد الله بن عباس أن النبي عليه السلام قال: "اكتَحِلوا بالإثمِدِ، فإنه يجلو البصَرَ، ويُنبِتُ الشَّعَرَ".
هل الكحل مضرّ للعين؟
ظهرت في الأعوام الماضية عدة نظريات تدّعي خطر استخدام الكحل على العين، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الرصاص، واحتمالية تسببه في دخول الجراثيم والميكروبات إلى العين.
لكنّ دراسة أجراها قسم العيون في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز السعودية أظهرت أن تكحيل العين له فوائد، وأنه آمن طالما أنه أصلي ومأخوذ من مكان موثوق، ولا يحتوي على أي مركبات كيميائية مُضافة، لكن يجب دائما استشارة طبيب العيون قبل استخدام الكحل للاطمئنان إلى سلامته.