30-03-2023 11:37 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
أولت مديرية الامن العام اهتماماً بالغاً لنزلاء المؤسسة العقابية من خلال ترجمة مفهوم الإصلاح والتأهيل إلى واقعٍ عبر برامج عملية ليكونوا أفراداً مُنتجين ومؤثرين في المجتمع من خلال تبني الخطط والبرامج والاستراتيجيات الموجهة إلى الاهتمام بهذه الفئات والعمل على مُعالجة سلوكها بطرق حديثة ناجعة هدفها الحد من العود للجريمة ، والاهتمام بأوضاعها وحل مشكلاتها وتوفير متطلبات عيشها واستقرارها ومن تلك السياسات والبرامج الإصلاحية التي تتوافق والسياسات العقابية والتي تتجه نحو الاهتمام بضحايا الجريمة والفئات المُهددة بخطر الجريمة والانحراف وحماية حقوقهم وحقوق ذويهم الإنسانية وكرامتهم .
ان تبني مديرية الامن العام اتجاهات حديثة وغير تقليدية في الأساليب العقابية والمتمثلة في تأهيل النزلاء بالمؤسسة العقابية والإصلاحية بهدف تجريد العقوبة من طابع الإيلام والمساس بالحقوق واعتباران النزيل انسان نافع ومُجد الا ان هناك اسباب دفعته لارتكاب جرم ما ،وتحويلها إلى برامج للتأهيل والإصلاح باعتبار أن المؤسسة العقابية لها وظيفة اجتماعية غير تقليدية تحقق تأهيل النزيل ليعود إلى المُجتمع عنصراً صالحاً قادراً على الاندماج والعيش فيه من جديد فيما تتم المحافظة على قدراته وإمكانياته البدنية والذهنية وتعديل اتجاهاته وسلوكياته وقيمه وفق اتجاهات وسلوكيات وقيم المُجتمع ومنظومة التي تكفل للجميع الانضواء تحتها.
ولم تقتصر البرامج التي تقدم للنزلاء لدمجهم في المجتمع بعد انتهاء فترة العقوبة فقط بلهناك تشاركية ما بين مؤسسات المجتمع المدني التي تعني برعاية النزلاء لاحقاً ومديرية الامن العام ، والتي تشمل كافة جوانبهم الصحية والنفسية والدينية ومنها برامج التأهيل المهني والذي يعتبر وسيلة هامة للتأهيل لتنمية المواهب والإمكانيات التي قد تكون موجودة لدى النزلاء وإكسابهم الشعور بالثقة والاعتزاز بالنفس بالإضافة إلى إتقان حرفة أو مهنة يستطيع النزيل مباشرتها بعد الإفراج عنه وتساعده على الانخراط في المُجتمع.
ولم تعد المؤسسة المؤسسة العقابية اليوم هي مجرد مركز عادي بل اصبح يضم ورش متكاملة لأعمال النجارة المجهزة بكافة الأدوات المطلوبة لهذا المجال لتصنيع أنواع مختلفة من الأثاث والديكور ذات الجودة العالية ، وبعض المصانع الصغيرة التي يعمل بها النزلاء ، ويتم تدريبهم على حرف متعددة لتكون نفعاً لهم بعد الافراج عنهم ،والتي تبرز أهمية الأيدي العاملة ليعود على أسر المحكومين بالفائدة المادية والمعنوية ويعزز ثقة النزيل في نفسه ويحفزه على الصناعة والابتكار إلى جانب العديد من الاشغال الحرفية والأعمال اليدوية الفنية والمنتجات التراثية .
وما يمز المؤسسة العقابية والإصلاحية اليوم انها تولي اهتماماً كبيراً بعملية إكمال التعليم لدى النزلاء وقد بدأ هذا الاهتمام منذ سنوات عدة إيماناً منها بأن التعليم أحد عناصر مكافحة الجريمة والانحراف وقد تحققت نتائج جيدة في مختلف مراحل التعليم والثانوي والجامعي وتقوم المؤسسة العقابية بتشجيع النزلاء على الالتحاق بالدراسة وتكرم الناجحين فيما توفر المؤسسة قاعات وأدوات دراسية مع متابعة النزلاء الدارسين بوضع خطط وجداول دراسية ، الامر الذي ينعكس بشكل ايجابي على النزلاء ، حيث يُشكل التعليم لديهم عاملا مهما لتعزيز الثقة بالنفس وان لو انهم كانوا خلف القضبان فان الابداع لن يتوقف مهما كان المكان وشكل الزمان ، وتزداد الادوار الاصلاحية في مناسبات عدة ، الاعياد والمناسبات الوطنية ، حيث تمنح المؤسسات العقابية فرصة كبيرة للنزلاء لتناول وجبات الافطار مع ذويهم ، وابنائهم ، من خلال الجلوس على مائدة افطار جماعية تنقل النزيل الى اجواء غير اعتيادية ، تثشكل في نفسه الفرصة للاستقامة والسعي الى الانخراط في المجتمع بشكل جاد وفاعل ، معتبراً هذه التحديات التي مر بها هي دروس كبيرة نهل منها الهام والمهم ، حتى لا يعود مرة احرى لاترتكاب اي فعل غير مفيد او يخرج عن مسارب القانون.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-03-2023 11:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |