30-03-2023 11:36 AM
بقلم : عوّاد إبراهيم حجازين
صَادَفني في مَغسَلة السّيّاراتِ رجلٌ بدَويّ ، جَلسَ وإذ به يَلِفُّ فَرْوَتَه خَلْفَ رُكْبَتَيْهِ ( مُقرْمِز ) ، بانتِظار غَسْلِ التراكتور ، جِلْسَتُه أعجَبتني وأثارتْ عندي رغبةً في المُنافسَة ؛ أيُّنا يتحمّل الجلوسَ بهذه الهَيئة " عندي مقدرةٌ " .
انطلَقَ سِبَاقُ القُدْرة ، وتبادلنا الحديثَ الودّيّ ، ولَكنّ الوقتَ طالَ ، وبَدأ التّعبُ يَزحَفُ في عُرُوقي ، وأشعرُ بالدِّوَار ، حينها جَابَرتُ على نفسي أكثرَ عَلّني أفوزُ في التّحدّي ، في هذا الأثناءِ وإذ به يُخْرِجُ عِلْبَةَ الهِيشيِّ ، ويُشعِلُ سيجارةً لطالما اشتقتُ لمشاهدة أهلِها ، غيرَ آبهٍ بحالتي ، ويُكمل سُولافتَه وبنفس الجِلسة .
عِندَها أيْقَنْتُ مَقْدِرَتي ، وقلتُ لنفسي : مَالَكَ ومَال البدو !
هُم رمزُ الصّبر والكِبرياءِ والفلا بسِحرها ومَكْنُونِها ، وهم الحَياةُ البَسيطة بمَعانِيها .
الكاتب : عوّاد إبراهيم حجازين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-03-2023 11:36 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |