02-04-2023 09:46 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
يسعى قادة المؤسسات وأصحاب المشاريع إلى استدامة ونجاح وتميز مؤسساتهم، الكل يجتهد ويطمح، ولكن لا يوجد وصفة طبية عالمية أو مقياس محدد أو معايير ملائمة لكافة المؤسسات، فكل مؤسسة لها خصوصيتها وكل مشروع يتفرد بفكرة ورؤية وكل فريق له طباع وخصائص بشرية مختلفة، لكن القادة يتفقون على أن التوافق والتراصف الاستراتيجي يحتل مكانة مرموقة على رأس قائمة أولويات أي قائد.
وإذا أردنا فهم التراصف الاستراتيجي فلابد من تجزئته؛ فالتراصف هو التوافق والمواءمة وتوحيد الجهود لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والتأثير على الفريق للعمل بتراصف أو اصطفاف وتكاتف الجهود وتوحيدها والتميز في التنفيذ وتحقيق مستوى تنظيمي متجانس والتركيز على المستفيد من الخدمة وتحسين العمليات وفق الحاجات والمقترحات والأولويات لتحقيق الأهداف ضمن خطة مستقبلية استراتيجية بدرجة عالية من الكفاءة والفعالية، وتحقيق نتائج إيجابية وتميز مؤسسي.
أما في حالة غياب التراصف التنظيمي يجعل المؤسسة تفقد توجهها الاستراتيجي وتتشتت الجهود وتنشغل بالأهداف الجزئية أو الشخصية وإهمال أراء العملاء وتفشل في تحقيق الأهداف نظرًا لغياب التركيز الرؤية الاستراتيجية التي تسعى المؤسسة الوصول إليها.
وإذا كان التراصف مهمًا في المؤسسات الخاصة فهو أكثر أهمية في المؤسسات الحكومية، لأن المؤسسات الخاصة تركز على أهداف محددة ولها إمكانيات مالية ولديها حرية كبيرة في اتخاذ القرار نظرا لملكية المؤسسة وأسلوب التبعية الإدارية، فان الحاجة للتراصف أكبر في المؤسسات الحكومية حيث الأهداف المتداخلة بين عدة جهات وعدم استقلالية القرارات الإدارية لمدير المؤسسة نظرا لارتباطه بمستويات أخرى، هنا تظهر الحاجة إلى التراصف لحل هذه المشكلات وإدارة الأزمات بتراصف الفريق وتوافقه، إذ يعد التراصف الاستراتيجي عملية حيوية لأي مؤسسة أو م?ظمة تهدف إلى تحقيق أهداف محددة وتحقيق النجاح في عملها.
واتفق الباحثون على أربعة عناصر رئيسية للتراصف الاستراتيجي، أولاً: تحديد الأهداف والأولويات: بشكل واضح ومحدد ومرن، وذلك بالتحاور والنقاش مع الفريق ويجب أن تكون هذه الأهداف متوافقة مع رؤية المؤسسة وأهدافها الاستراتيجية العامة. ثانيًا: تحليل العوامل الداخلية والخارجية: التي تؤثر على قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها، فيجب تحليل العوامل الداخلية مثل الموارد والقدرات والتقنيات المتاحة، بالإضافة إلى تحليل العوامل الخارجية مثل المنافسة والتغيرات في السوق والتكنولوجيا. ثالثًا: تطوير خطط العمل المفصلة والمنسقة: خطط مت?افقة مع الأهداف والأولويات المحددة سابقًا. رابعًا: توزيع الموارد بشكل فعال: لتحقيق الأهداف المحددة لا بد تحديد الموارد المتاحة وتوزيعها بشكل يحقق أفضل النتائج.
ختامًا إن التراصف الاستراتيجي هو استثمار حقيقي ينعكس بشكل إيجابي على تحسين الكفاءة، والفعالية، والجودة، والربحية. فلا بد على القائد الاستراتيجي أن يؤثر على العاملين في المؤسسة للعمل بروح الفريق والتفكير من الناحية المفاهيمية من منظور شامل للمؤسسة بأكملها، وعمليًا بالقدرة على التوجيه والتأثير وتوحيد جهود الفريق. وتطوير وتقديم الدليل الاستراتيجي الواضح الشامل كنقطة بداية، وتوضيح الرؤية كوجهة، والخطة الإستراتيجية هي كخارطة طريق. مع تحفيز وإلهام الفريق مع ضرورة أن يكون قدوة حسنة في الالتزام والنشاط والثقة حيال?استراتيجية مؤسستهم والتغييرات التي تحدث والشعور بالاندماج والتحفيز للعمل نحو الهدف المنشود في بيئة تعاونية ذات رؤية استراتيجية تطورية وليست ثورية. و التحلي بالمرونة والحكمة لتحديد الخطوط العريضة لعملية التقييم كنقطة انطلاق جيدة للتطور مع الزمن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-04-2023 09:46 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |