حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2309

مستقبل العمل السياسي

مستقبل العمل السياسي

مستقبل العمل السياسي

02-04-2023 09:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.اسمهان ماجد الطاهر
خلال لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع رؤساء اللجان الدائمة في مجلس النواب أكد أن مستقبل العمل السياسي في الأردن سيكون من خلال الأحزاب.

في واقع الحال تلعب الأحزاب السياسية والانتخابات دورا مهما في تحليل السياسة في كافة البلدان، لا سيما في فرض الأنظمة السياسية الديمقراطية، حيث يعتبر وجود الأحزاب السياسية، خطوة مهمة في حصول الانتخابات الحرة والنزيهة على أساس منتظم وهي المكون الأساسي للديمقراطية. فالحزب السياسي هو مجموعة سياسية معترف بها رسميا على أنها جزء من العملية الانتخابية والتي يمكنها طرح المرشحين للانتخابات على أساس منتظم.

وبهذه الطريقة، يتم استخدام الأحزاب السياسية (النظام الحزبي) والانتخابات كمقياس لترسيخ الديموقراطية. وهذا ما يسعى له برنامج الإصلاح السياسي في الأردن.

ولأهمية هذا الموضوع لا بد من محاولة وصف وتحليل واقع الحال للأحزاب السياسية في الأردن، خصوصا في خضم زيادة عدد الأحزاب السياسية، على النحو التالي.

أولا: لا تتمتع معظم الأحزاب السياسية بقاعدة دعم شعبية واسعة، ولكنها تعمل بدلا من ذلك على محاولة اجتذاب مجموعة من الفئات الاجتماعية والثقافية المكونة لكل منطقة.

ثانيا: لم تقدم الأحزاب الجديدة حتى اللحظة رؤية واضحة تعكس العلاقات بين الأحزاب السياسية ومصالح المجتمع، وبدلا عن ذلك، باتت تظهر صراعات داخلية يمكن وصفها بأنها عدوة للمؤسسية، ووجود طبقات اجتماعية متنوعة ومختلفة قد تزيد تلك الصراعات.

ثالثا: زيادة عدد الأحزاب سيجعل الانتقال إلى نظام سياسي ديموقراطي صعب جدا، حيث يفترض من كل تلك الأحزاب جذب جميع الفئات الاجتماعية، آخذين بعين الاعتبار أن هناك جزءا من الفئات تعيش في المناطق الريفية والتي تعمل في الزراعة، ويهتم الناخبون في المقام الأول هناك بمصالح مناطقهم، وبالتالي يميلون إلى التصويت للأحزاب التي تتعهد بجلب منافع للمنطقة وبالتالي سيحاول قادة تلك الأحزاب كسب التأييد الساحق من الناخبين في المنطقة، بدلا من تمثيل المصالح والقيم التعددية التي تمتد لكافة فئات المجتمع، والتي يفترض بالنظام السياسي ا?حزبي أن يحققها.

رابعا: من المتوقع أن يميل كل حزب إلى تمثيل المصالح والقيم الفردية لمنطقته أو منطقة التصويت الخاصة به، مما يجعل كثرة الأحزاب السياسية أكثر ضررا وليس دفعا للتنمية.

ولحل تلك المشكلة تبرز الحاجة الماسة إلى بناء تحالفات وائتلاف الأحزاب لتقليص الأعداد الكبيرة من الأحزاب السياسية الناشئة.

ولابد من الإشارة إلى أن أحد العوامل الرئيسية التي تجعل الأحزاب السياسية ضعيفة هو اعتماد الأحزاب السياسية على الشخصيات وليس على القضايا والبرامج، حيث يستخدم السياسيون التقليديون الأحزاب السياسية فقط كأدوات مادية للفوز بالانتخابات، مما يجعل الولاء الحزبي وعدم الالتزام بالمبادئ الأساسية للحزب وبرامجه وارد ممن لم يحققوا مصالحهم الشخصية.

في واقع الامر لا يمكن أن توجد تنمية اقتصادية وديمقراطية حقيقية دون نظام أحزاب سياسية مبنية على برامج سياسية صالحة تهدف إلى تعزيز التقدم والتنمية.

هناك حاجة واضحة إلى تغيير الفكر الاجتماعي القائم على تحقيق المكاسب الفردية الضيقة والتحول نحو المؤسسية التي من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تطبيق الإطار القانوني المؤسسي الذي يحكم نظام الأحزاب السياسية بدقة ووعي، حتى نصل إلى نظام حزبي سياسي قوي يحقق رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.

aaltaher@aut.edu.Jo








طباعة
  • المشاهدات: 2309
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-04-2023 09:54 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم