بقلم : يوسف رجا الرفاعي
أن لا تنتصر روسيا إلا اذا استخدمت السلاح النووي فهذه اكبر صدمة على المستوى العسكري اضافة الى صدمة دخول القوة العظمى الثانية عالميا عامها الثاني دون حسمٍ لمعركة غير متكافئة بالأصل ، إن ما نشهده اليوم ونشاهده انما هو دليل قطعي على ان الدولة العالمية العميقه هي التي تدير المعركة وتدير المتحاربين والحلفاء والداعمين وعلى رأس هؤلاء وفي مقدمتهم بايدن وشي بينغ وبوتين ، وهذه ايام مخاض تعيشها الدولة العالمية العميقة وهذا المشهد العالمي المهزوز المترنح الان سَيُسفِرُ عنه نَقل وتسليم الصولجان ،
الهند ايضاً دولة نووية ، وتستطيع أن تطلق صواريخها ان رأت انها معرضة لتهديد وجودي وكذلك تستطيع ان تفعل الباكستان .

لم تكن ايران دولة عظمى قادرة على بسط نفوذها باحتلال ثلاث دول محورية في منطقة الشرق الاوسط دون إثارةٍ او استفزازٍ لدولٍ إستعماريةٍ ما زالت بقايا وترسبات وآثار استعمارها فاعلة لغاية الان ، فقد أُعطِيَت ايران الضوء الأخضر بل وسُلِّمَت لها هذه المنطقة تسليماً مدفوع الاجر وضمن شروط ، وعندما لا تستطيع إيران مقاومة شهيتها وهي تتربع على هذه الارض الأخصب والأطيب على هذا الكوكب ويسيل لعابها وتَمُد يدها الى حيث لا يُسمحُ لها يأتيها الضرب على رأسها وتقطع يدها ويُفعَل بها هذا بليلٍ او نهار ، بل وتُضرَب في عُقرِ الدار ولا تملك إلا ان تقول كلمة الذل والعار بانها " سترد في الوقت المناسب " وهذا ثمن الاستئجار ، ذُلٌ وهوانٌ واحتقار .

ما دُمت ترى روسيا في سوريا مُستأجَرَه فأعلم بان الوضع العالمي ما زال تحت السيطره ، ولو كانت تملك روسيا من امرها شيئاً لفسخت العقد وعادت بقواتها لتدافع بها عن ارضها ولا داعي للتهديد بالأسلحة النووية ولا بالطائرات فائقة السرعة ولا بالصواريخ فرط صوتيه ، لا أعتقد ان بوتين سيكشف عن صدره ويظهر عضلاته مختالاً بها ، ولا اقول ان صورته وحده اهتزت بل واهتزت معها كل منظومته العسكريه حتى ولو اصدر الف مرسوم للعلاقات الخارجية ، "أُخرُج اولاً من ورطتك الحاليه" .

لن تشفع استعارة روسيا لعبارة عربية حصريه يرددها بوتين ويقول انه " يتعرض لحرب كونيه "
ان ما يجري الان هو تغيير يتماهى مع معطيات نتجت عن متغيرات كبرى ، واندثار اكبر امبراطورية القت تداعياتها عبئاً على الدولة العالمية العميقة جعلتها تُعيد ترتيب أوراقها من جديد فاشعلت هذه الحرب الروسية الاوكرانية ومن اجل تحقيق اهدافها الجهنميه ليس مُستبعداً ولا مستَغرَباً سيناريو حرب نوويه .
يوسف رجا الرفاعي