04-04-2023 06:09 PM
سرايا - طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الثلاثاء، بالسماح للأطباء الفلسطينيين بالكشف الطبي على الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على توفير الأدوية اللازمة لهم وعلاجهم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية في رام الله والبيرة، حول قضية الأسرى المرضى، بمشاركة عائلات الأسرى المرضى: وليد دقة، وعاصف البرغوثي، وعبد الباسط معطان، وخالد توابيت.
وقالت الوزيرة الكيلة، إن سياسة الإهمال الطبي تعتبر من أخطر الجرائم والسياسات التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، لما تحتويه على أدوات كثيفة تستهدف من خلالها الأسرى جسديا ونفسيا، ويمكن قراءة هذه السياسة تاريخيا، من حيث الكيفية التي انتهجتها إدارة السجون في تطوير أدواتها.
وأشارت إلى أن هذه الأدوات شكلت السبب المركزي خلال السنوات القليلة الماضية باستشهاد أسرى في سجون الاحتلال، كان آخرهم الشهيد أحمد أبو علي من مدينة يطا بمحافظة الخليل، الذي ارتقى في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.
وطالبت بالإفراج الفوري عن الأسرى المرضى للسماح لهم بتلقي العلاج المناسب في مستشفيات متخصصة، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم، كما حملت إدارة سجون الاحتلال المسؤولية عن استمرار مسلسل الإهمال الطبي بحق الأسرى.
ودعت المؤسسات الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان، والصليب الأحمر صاحب الولاية على أسرى الحرب إلى القيام بدورها اللازم تجاه قضية الأسرى، بما تضمنته اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة، والعهد الدولي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة.
من جانبها، قالت سناء سلامة، زوجة الأسير المريض وليد دقة إن الوضع الصحي الخطير الذي وصل إليه زوجها جاء نتيجة للإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال، والمماطلة في نقله إلى المستشفى، مضيفة أن إدارة سجون الاحتلال نقلته للمستشفى بعد أن وصل إلى مرحلة شديدة الخطورة.
وأكدت أن الأيام القليلة القادمة حاسمة من أجل استقرار وضعه الصحي، وفي حال استقراره "نأمل أن ينجو من هذه الأزمة الصحية".
وأوضحت سلامة أن أي مرض سواء كان نزلة برد، أو جرثومة، يتعرض له زوجها يمكن أن يؤدي إلى تدهور حالته الصحية المتدهورة أصلاً، ويفاقم من مرضه (السرطان)
ودعت إلى ضرورة توسيع حملات التضامن مع الأسرى المرضى، وأن تتصدر معاناتهم عناوين الصحف، والإذاعات والفضائيات، وأن يتم تكثيف التغطية الإعلامية حولهم، كما دعت إلى ضرورة التحرك من مختلف المستويات الرسمية والشعبية لإنقاذ الأسرى المرضى.
من ناحيتها، قالت زبيدة معطان، إن زوجها الأسير عبد الباسط معطان، يواجه تدهورا مستمرا بوضعه الصحيّ، حيث أنه لم يتلقَ أي علاج منذ اعتقاله في شهر تموز 2022.
وأضافت أن زوجها كان قبل اعتقاله يتلقى أدوية ومكملات غذائية، وحين اعتقاله أخذها معه، إلا أن إدارة سجون الاحتلال صادرتها، ومنعته من تناولها، وهي تتكتم على ملفه الطبي وترفض رفعه للمحاكم، بغية استمرار تمديد اعتقاله الإداري.
وأشارت إلى أن زوجها أصبح يعاني مؤخرا من التهاب العصب الوركي، وهبوط مستمر في الوزن، ووهن عام في الجسد، لافتة إلى أنه منذ اعتقاله نُقل للمستشفى مرتين لإجراء صورة طبقية ومنظار، وبعد شهر من إجراء الصورة، أكّد له الطبيب، وهو طبيب عام وغير متخصص، أن لديه كتلة على الرئة، ولم تحدد طبيعتها.
أما عبد المعطي الرفاعي، والد الأسير المريض بالسرطان عاصف الرفاعي من قرية كفر عين شمال غرب رام الله، والذي تعتبر حالته من أصعب الحالات في سجون الاحتلال، قال إن الخلايا السرطانية انتشرت في أنحاء جسد نجله، ووصلت بالإضافة للقولون، إلى أجزاء جديدة من الأمعاء، والغدد، والكبد، وأنّ حالته الصحيّة تتفاقم بشكلٍ متسارع، وهو بحاجة إلى علاج كيميائي بشكل عاجل.
وأضاف: "وضعه أصعب وأسوأ مما نتخيل، ففي كل زيارة، أو جلسة محاكمة، يكون أسوأ من المرة التي سبقتها، ففي جلسة المحاكمة الفائتة قرر القاضي أن تكون هذه الجلسة الأخيرة وجاهيا له، وهذا ما يدلل على الخطورة الكبيرة التي وصل إليها".
وتابع الرفاعي:" لكن عاصف صاحب بنية جبارة، ولا يستسلم بسهولة، رغم أنه يعاني من أوجاع شديدة في جسده، فيما تكتفي إدارة المعتقل بتزويده بالمسكنات".
وطالب بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى، وأن يُرسل وفد طبي من الصحة العالمية للاطلاع على الوضع الصحي للأسرى المرضى، خاصة الذي يقبعون في عيادة سجن الرملة.
من جانبها، قالت أحلام التوابيت، زوجة الأسير المريض خالد توابيت المعتقل إدارياً منذ شهر تشرين ثاني الماضي، إن زوجها الذي يقبع في سجن عوفر، بحاجة إلى عملية قلب مفتوح بشكل عاجل، حيث يعاني من ضعف في صمام القلب، وكان من المقرر أن تجرى له العملية قبل اعتقاله.
وطالبت المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان بضرورة التدخل العاجل من أجل الإفراج عن الأسرى، خاصة المرضى منهم.
يذكر أن عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال يبلغ 700 أسير ممن شخصت حالتهم الصحية فقط، منهم 24 أسيرا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات متفاوتة.