حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1427

مشاهير ومؤثرون سلباً

مشاهير ومؤثرون سلباً

مشاهير ومؤثرون سلباً

05-04-2023 10:04 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
تحفل بعض الوسائل الإعلامية والقنوات المرئية والإذاعية، ومواقع التواصل الاجتماعي من : "فيسبوك" و" تويتر" وغيرهما في أيامنا هذه بمشاهدات ومناقشات يمارسها أشخاص تعمَّقت لديهم أفة الجهل وضحالة الفكر وضيق المعرفة؛ فغدت سلوكاً عُرفوا به ويميزهم عن غيرهم.

ويترافق مع هذه الجهالة والسطحية في الفكر ، بالضرورة، الترويج لأخبار كاذبة لا تمت إلى الحقيقة بصلة، واللجوء إلى المبالغة والتهويل في سردها أو التعليق عليها؛ بهدف التأثير على الرأي العام، وتتضمن كذلك الإساءة والتحقير والسب والشتم وقلة الأدب والاستهزاء بالآخرين، ونشر تفاصيل الحياة الخاصة والشخصية، وعدم احترام صاحبها حتى لأقرب المقربين إليه بخاصة، ولأخيه الإنسان بعامة، والتعامل معهم بأسلوب فظٍّ وقاسٍ لا يحترم فيه المشاعر ولا الأخلاق الحميدة، وربما يتبعه بالاعتداء الجسدي أو (المادي)؛ ما ينشر في المجتمع البغضاء والكراهية والعداوة والخداع والتضليل واغتيال الشخصية. يتناسى صاحبها أن الفضيلة تكمن بالعقل وحُسْن الأدب، وأن الكلمة الطيبة صدقة، وقوله تعالى:" إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد".

ويتصدر هذا المشهد- مع الأسف- بعض شبابنا والمراهقين منهم، الذين نخاطبهم على أنهم جيل المستقبل وبُناته الذين نُعلق علهم واسع الآمال في تقدم المجتمع وتطوره في المقبل من الأيام، هؤلاء الشباب ينشرون محتوى فارغاً لا قيمة له ولا معنى، محتوى يخلو من البُعد السياسي والوطني والديني والثقافي، يحاولون بنشره الوصول إلى الشهرة فقط والكسب المادي.

والغريب في الأمر أيضاً أن مؤسسات الدولة المعنية تتيح لهم أفقاً واسعاً لنشر ما يرغبون فيه دون النظر الى قيمته والفائدة التي يعود بها على المجتمع، ودون التأكد من توافق ما ينشرونه مع سلوكيات وأخلاقيات وثقافات مجتمعنا ومع ما دعا اليه ديننا الحنيف ونبينا الأمين هادي البشرية الى الخُلق القويم .

ألم يكن أجدى بهؤلاء الموصوفين بِـ"المؤثرين" !! أن يتناولوا على منصاتهم الإلكترونية أشخاصاً روادّاً من الراحلين والمعاصرين الذين نجلّهم ونعتز بهم : قادة ورموز وطنية وعربية وإسلامية ورجال علم وتربية وسياسة ودين وعسكريون وشيوخ عشائر ومبتكرون ومبدعون في شتى المجالات وغيرهم. وأن يتناولوا سيرتهم ومواقفهم وإنجازاتهم المشرفة والمضيئة، لتبقى ذكراهم الطيبة وسيرتهم العطرة حية في نفوسنا ونبراساً نستضيء به جميعاً..

لقد حرص قائد الوطن الملك عبدالله الثاني، حفظه الله ورعاه، على الاهتمام بشبابنا الأردني وتعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية من خلال الأحزاب والمجالس النيابية الحالية والمستقبلية، كما حرص جلالته على اصطحاب المبدعين والرياديين الحقيقيين منهم في زياراته الخارجية لتهيئتهم وإعدادهم وإكسابهم الخبرات التي تمكنهم من تبوؤ المكانة المرموقة لهم .

أعلم أن التنشئة الأسرية وسوء التربية والتعليم الخاطىء بمراحله كافة، قد تكون عوامل أساسية مسببة لهذا السلوك الخاطىء من قِبل هؤلاء الشباب "المؤثرين" !!، لكن تقع علينا جميعاً: مؤسسات وأفراداً، مسؤوليات عظيمة لتقويم هذا السلوك، والاهتمام بالتربية، ووضع معايير للأخلاق الحميدة، لتبقى قيمة الإنسان وكرامته واحترام رأيه ومشاعره، هي القيمة الفضلى التي لا تعلوها قيمة مهما تسامت وعلَت .

إننا بحاجة إلى وقفة وطنية شاملة للتصدي لثقافة " التجهيل" هذه، وسطحية التفكير، ومعرفة إلى أين نحن ذاهبون. مستفيدين مما أتاحته وسائل التواصل الاجتماعي من منبر حرّ للتعبير الإيجابي عن أنفسنا ومشاركة مشاعرنا وأفكارنا مع الآخرين بشكل مفيد وبنّاء، هذا هو الجانب المضيء من استخدام "السوشال ميديا". وبخلاف ذلك؛ فإن استخدامنا الخاطىء لهذه الوسائل سيفضي بنا وبمجتمعنا إلى خطر داهم لا تحمد عقباه، لا قدر الله، فالحذر الحذر .








طباعة
  • المشاهدات: 1427
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-04-2023 10:04 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم