05-04-2023 11:28 AM
بقلم : الدكتورة هبه عجلوني
الحياه الحزبية في الاردن ليست بوليدة هذا العقد او الذي سبقه؛ بل هي قديمة قدم قيام الدولة الاردنيه . لذلك تعتبر التجربه الحزبية في الاردن تجربه غنيه ولها باع كبير في المجال السياسي والنهضوي في الأردن. فحزب الشعب الذي تزامن تأسيسه مع قيام الامارة الاردنية كان له دور في مناهضة المعاهده البريطانية الاردنية، كما كان من أوائل الداعين الى تشكيل مجلس نواب منتخب من الشعب وحكومة نزيهة من أبنائه. ثم ظهرت بعد ذلك العديد من الاحزاب السياسية الأخرى تحت مسميات مختلفة وبتوجهات ايديولوجية مختلفة، لتمارس فعالياتها المختلفة بسلاسة وحرية. إن وجود احزاب سياسية في الدولة وتمكينها من ممارسة حياتها السياسية ما هو الا دلالة على مدى المشاركة السياسية التي تعكس بدورها حجم الديمقراطية التي تتمتع بها الدولة. فالثالوث المكون من حرية الحزب السياسي ونشاطه + المشاركة السياسية القوية + الديمقراطية الحقيقية هم حلقة لا يمكن اغلاقها بوجود ثغر في أحد بنودها . وعليه فإن كفاءة الدولة بشكل عام من الناحيه السياسية لا تتم بمنأى عن وجود أحزاب سياسية قوية ومتنوعه تعكس كل توجهات وتطلعات الشعب. فالتعددية الحزبية التي تجمع كل أحزاب الدولة ضمن بوتقة الصالح العام والتقدم للجميع والحياة المشتركة والحفاظ على هوية الاجيال القادمة، هي خط الامان الذي تنشده المرحلة الحرجة في الوقت الحاضر .
ان العمل الحزبي هو عمل كغيره من الاعمال التي تهدف الى نتيجة معينه وتحتاج لتنفيذها الى جهد وتكاتف وتعاضد من أفراد الحزب الواحد. فالحزب الناجح لا بد من تشكيله من قبل أفراد واعين لاهداف الحزب الخاصة واهداف الوطن العامة، كما لا بد من تحصنهم بقدر من الاكاديمية العلمية التي ترفع من كفاءة مخرجات العمل الحزبي، بالاضافة الى تمتعهم بقدر كاف من الاخلاق المهنية والامانه والضمير الحي المراقب باستمرار لشفافية ومصداقية النشاطات الحزبية المختلفة. عندما تجتمع هذه النقاط في بناة أحزابنا السياسية عندها ستكون المخرجات المنشودة لتشكيل مجالس نيابية وحكومات حزبية مخرجات صالحة ذات كفاءات وطنية قادرة على الارتقاء والتغيير .
كما انه لا بد من ادراك نقطة مهمة بأن وجود أحزاب سياسية في دولتنا التي تتميز ببعدها العشائري والتقليدي ما هو الا رافد حضاري قوي بمثابة داعم للتنوع الفكري والثقافي في الدولة وليس العكس على الاطلاق. ذلك ان الحزب السياسي هو ملتقى لمفكرين طامحين وعاملين من اجل الصالح العام ضمن خطط ونشاطات تحول العمل الفردي الى قوة جماعية فاعلة لها بعد ضاغط ومكانة استراتيجية في المجتمع. أما العشيرة فهي اللحمة التي تغدي ابناءها بشكل دائم بالرجوع للوطنية والتمسك بالهوية التي تنطلق من الاضيق للاوسع بسلاسة وحضارة ذات جذور قوية. لذلك فالحزب والعشيرة لا يتعارضان بل من المفروض ان يكملا بعضهما للنهوض بالصالح العام والحفاظ على الالتزام بالقانون والاستناد لشرعية المنطق والتكاتف البناء.
بقلم المحلله والباحثه السياسيه: الدكتوره هبه أحمد محمد عجلوني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-04-2023 11:28 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |