06-04-2023 03:13 PM
بقلم : الاستاذ المهندس الدكتور محمد العبيني
لا أُقلل من أهمية التصنيفات العالمية ولا الاعتمادات للبرامج الجامعية ولا التشجيع على نشر الابحاث في المجلات العالمية وخصوصاً المصنفة Q1وQ2 وأُهنئ الزملاء الذين كانو من ضمن نسبة ال 2% من الباحثين المتميزين ولكن قد تكون الاولوية للتدريس الذي لا تولي له الجامعات الرسمية نفس الأهمية، باستثناء جامعة الحسين التقنية وجامعة الأميرة سمية، والتي تختلف عن جامعاتنا الاخرى بالمخرجات
ومدى الإهتمام بالخريجين وتسليحهم بالمهارات الازمة لسوق العمل، علماً بأنه لا زال أمامها الكثير لتحقيقة للوصل للهدف المنشود .
أقول أن الجامعات تبذل جهداً وتنفق كثيراً على السباق المحموم على التصنيفات وتبالغ في الاهتمام بالاعتمادات لبرامجها المختلفة وصرف الحوافز المُجزية للابحاث ذات الطابع النظري غالباً وقل منها ما يساعد بدفع عجلة التنمية المستدامة وخدمة المجتمع المحلي.
لا شك أن المسؤلين والقادة سيرجمون من بحاول تسليط الضوء على وضع الطلبة المتردي بامتياز وأساليب التعليم التقليدي والتي لا تؤهلهم ولو جزئياً لسوق العمل المتغير بسرعة كبيرة في عصر الثورة الصناعية الخامسة.
السباق المتنامي على المناصب القيادية وعدم المسائلة والتقييمات الغير معتمدة على معايير واضحة وتغول كثير من الدوائر الامنية على اصحاب القرار وتبعية رؤساء الجامعات لوزارة التعليم العالي والتي تُشهر سيف العزل (الترويحة) والاستبدال بالقائد الملهم لتصحيح المسيرة ولكن باتباع نفس النهج في التعيين والذي غالباً ما يُفضي لخيبة أمل والضحية هي مستوى التدريس والطالب المغلوب على أمرة سواء بالدراسة الثانوية او الجامعية.
أعلم أن نشر الحقيقة كما هي سيثير حفيضة الكثير من المسؤلين والزملاء أعضاء الهيئة التدريسية على الصراحة بالإعتراف بالواقع الذي لا يرغب به الكثيرون ولكن لا بد من تغيير النهج والمدخلات للحصول على مخرجات سليمة تساهم في رفع سوية التعليم المؤدي الى سوق العمل وتجنب زيادة أعداد المصطفين على أبواب ديوان الخدمة المدنية وكذلك في أعداد العاطلين عن العمل.
ليس لي هدف من التبرع بنشر الحقيقة البشعة كما هي الجادون استعمال أي أدوات تجميل (أو مكياج) لتجميل الحقيقة وأدعوا من يتفق معي أو يخالفني بفتح حوار وطني صريح لتقديم حلول ناجعة بدلا من التهجم أو محاولة نفي ما ذهبت إليه بطرح الحقيقة المجردة والتي أعلم أن الكثيرين من الغيورين على التعليم العالي يشاركوني بها .
ختاماً أرجو إعتبار ما ذهبت اليه بصراحتي المعهودة ليس تهجماً أو محاولة النيل من أحد، لا سمح الله، ولكن هو النقد البناء والذي يهدف لحل مشكلة حقيقية وعدم دمل الرأس بالرمال علَٓ وعسى أن تحل المشكلة نفسها إعتماداً على وعود بالخروج من عنق الزجاجة ومن التأمل بالقادم الأجمل والله من وراء القصد.
أ. د. محمد العبيني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-04-2023 03:13 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |