08-04-2023 02:04 PM
سرايا - شهر رمضان شهر الصوم والعبادة والتقرب من الله والابتعاد عن ملذات كثيرة والاقتصاد في الطعام، إلا أنه بات في العالم العربي أكثر شهور السنة إسرافا في الإنفاق على الطعام وإهدارا له.
ورغم أن تعاليم الدين الإسلامي تحث المسلم على عدم الإسراف بشكل عام، خاصة خلال شهر الصيام، العادات المتوارثة في الكثير من الدول العربية تعمل بشكل معاكس تماما مع هذه التعاليم والقيم الدينية.
ويظهر هذا التناقض بشكل واضح في صورة كميات الطعام الكبيرة التي يتم إهدارها خلال شهر الصيام والقيام.
وتزدحم موائد إفطار الكثير من الأسر العربية بأطباق متنوعة من الطعام قبل دقائق من موعد الإفطار، لكن عندما ينتهي الصائمون من تناول إفطارهم، يكون مصير الكثير من الأطعمة سلة القمامة.
ورغم أن الوضع الاقتصادي يزداد صعوبة في الكثير من البلدان العربية، لا يتخلى الكثير عن عاداتهم الشرائية خلال الشهر الكريم، فيزيد إهدار الطعام.
وطبقا لقانون العرض والطلب، فشراء هذه الكميات الكبير من الطعمة، خلال فترة زمنية قصيرة، يؤدي إلى ارتفاع أثمانها، مما يَحرم الأسر الأقل اقتدارا من إمكانية شراء ما يحتاجونه. كذلك لا تستفيد الأسر المقتدرة من الكميات الكبيرة التي قامت بشرائها لأنها لا تستطيع استهلاكها ويكون مصيرها القمامة.
وكشف تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن "خفض الفاقد من الأغذية والهدر الغذائي يعتبر عاملا أساسيا لتحسين توافر الأغذية والوصول إلى الأمن الغذائي وتخفيف الضغط على الموارد الطبيعية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا".
وأكد تقرير "الفاو" أن "المنطقة تعتمد على الاستيراد لتلبية أكثر من 50 في المائة من احتياجاتها الغذائية"، ومع ذلك فإنها تهدر و"تخسر ما يصل إلى ثلث الأغذية التي تنتجها وتستوردها، بما في ذلك 14 إلى 19 في المائة من الحبوب و26 في المائة من جميع الأسماك والأغذية البحرية و13 في المائة من اللحوم و45 في المائة من جميع الخضروات والفاكهة".
وتقول المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن: "يهدر كل منا ما متوسطه 74 كيلوغراما من الطعام كل عام، في البلدان المتوسطة الدخل وكذلك في البلدان ذات الدخل المرتفع".
وتضيف أندرسن: "يعد خفض هدر الطعام إلى النصف وتقليل فقدان الأغذية جزءا مهما من الجهود المبذولة لمواجهة أزمتي المناخ والغذاء الملحتين."
ويشير تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الصادر عام 2021 إلى أن "ما يتراوح بين 25 و50 في المائة من الطعام الذي يتم تحضيره على موائد شهر رمضان في الدول العربية يهدر ولا يستفاد منه".
"خطوات بسيطة يمكن اتباعها للتقليل من هدر الطعام"
وينصح بعض خبراء الأطعمة بخطوات بسيطة للتقليل من إهدار الطعام خلال شهر رمضان، مثل إعداد قائمة بالمشتريات قبل الذهاب إلى التسوق، كذلك تجنب التسوق مع الشعور بالجوع لأن هذه الحالة تؤدي إلى الشراء العشوائي.
كذلك تجنب شراء ما يزيد عن احتياجات عدة أيام مستقبلية، وأفضلية القيام برحلات متكررة إلى متجر البقالة كل بضعة أيام بدلا من القيام برحلة تسوق بالجملة مرة واحدة في الشهر.
كما ينصح الخبراء بشراء المنتجات الطازجة كاللحوم لتناولها في مساء اليوم نفسه أو في اليوم التالي أو خلال الأسبوع على حد أقصى، ولا جدوى من شراء منتج تاريخ استهلاكه بعيد.
كذلك، الاكتفاء بطهي طبق واحد رئيسي في الوجبة الواحدة، وإطعام الصائمين أو المحتاجين في المنطقة أو الحي بالطعام الزائد عن الحد.
عند تنظيم حفل، محاولة التنسيق مع جمعية خيرية بشكل مسبق للتبرع لها بالفائض من الطعام.
وتغيير العادات الاستهلاكية للشعوب ليس بالأمر السهل، إذا يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد وحملات التوعية المختلفة لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والعادات المتوارثة لسنوات.