09-04-2023 09:58 AM
بقلم : د.اسمهان ماجد الطاهر
اقتحام المسجد الأقصى «بالقوة» و «ضرب النساء والرجال» المصلين، المعتكفين في المسجد فجر الأربعاء، هو استفزاز سافر من قوات الاحتلال في الأراضي المقدسة.
لقد أظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي رجال الشرطة وهم يضربون الناس بالهراوات على الأرض داخل المسجد، وقد أصيب عشرات المصلين المعتكفين داخل المصلى القبلي بالاختناق، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وإطلاقها الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام، والصوت صوبهم.
محاصرة قوات الاحتلال المعتكفين وإطلاق وابل من قنابل الغاز السام، والصوت، صوب المرابطين الفلسطينيين في محاولة لإخراجهم عنوة، واعتداء عليهم بالضرب باستخدام العصي وأعقاب البنادق، واعتقال عدد منهم، حركة استفزازية ضد الإنسانية جمعاء.
إن مجلس الأمن الدولي بحث التطورات في الأقصى بناء على طلب فلسطيني أردني، وقد توالت الإدانات العربية والدولية لاقتحام المسجد الأقصى؛ وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته مما جرى.
إن الرفض العربي والعالمي لكل تلك الاعتداءات كان قويا وواضحا، فقد نددت كل من قطر والسعودية ومصر والأردن والكويت والمغرب وتونس ولبنان والعراق وليبيا والإمارات والجزائر والمغرب بالاقتحام الإسرائيلي الجديد للمسجد الأقصى، ودعا الأردن ومصر إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث التصعيد الإسرائيلي.
واستنكرت تركيا وإيران اقتحام المسجد الأقصى.
للقدس مكانة عظيمة في نفوس العرب والمسلمين، ومنزلة كبيرة في وجدانهم، فهي أولى القبلتين، وفيها ثالث الحرمين الشريفين. وفيها مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير»صدق الله العظيم.
مدينة القدس مقدسة لسائر البشرية، ويجب أن تكون دائما رمزا للسلام والوئام، ومفتاحا للاستقرار والأمن.
ولهذه المدينة وضع قانوني خاص، استنادا إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية.
لقد حذرت إمارة قطر الخليجية، من أن الممارسات الإسرائيلية «سيكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، وستقوض جهود إحياء عملية السلام المتوقفة، إذا لم يسارع المجتمع الدولي إلى التحرك.».
الأردن بدوره دعا القوات الإسرائيلية إلى مغادرة المسجد على الفور، فوزارة الخارجية الأردنية سارعت إلى إدانة أعمال الشرطة الإسرائيلية «بأشد العبارات»، ودعت إسرائيل إلى إخراج قواتها على الفور من المسجد. كما دعا الأردن إلى اجتماع استثنائي لجامعة الدول العربية لمناقشة التطورات.
الموقف الأردني الثابت ينطلق من أن القدس الشرقية أرض محتلة، السيادة فيها للفلسطينيين، والوصاية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولاها ملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني، ومسؤولية حماية المدينة مسؤولية دولية وفقا لالتزامات الدول بحسب القانون الدولي والقرارات الدولية.
للقدس مكانة خاصة عند الهاشميين ارتبطت باحتوائها أهم المقدسات الإسلامية وأجلها قدرا. ففيها الحرم القدسي الشريف الذي يحوي مسجدين وأضرحة كثيرة للأنبياء والأولياء والصالحين، وتراثا معماريا إسلاميا من المدارس والسبل والزوايا والأسواق والمكتبات.
ويؤكد الأردن أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهي تخضع لأحكام القانون الدولي المتعلقة بالأراضي الواقعة تحت الاحتلال، مستندا في ذلك إلى قرارات الشرعية الدولية، ومن بينها قرار مجلس الأمن 478 الذي ينص على أن قرار إسرائيل بضم القدس الشرقية وإعلانها عاصمة موحدة قرار باطل.
لقد قام الهاشميون بدور مهم في الحفاظ على الثقافة والعمارة الإسلامية في القدس، حيث كانوا على الدوام الأمناء على الأماكن الإسلامية المقدسة فيها، يرعون هذه الأماكن ويحافظون عليها.
جهود كبيرة ومستمرة يبذلها الأردن للحفاظ على الوضع الخاص للقدس، وتأكيد كونها مدينة محتلة.
الأردن لا يتوانى عن حشد التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي من أجل القضية الفلسطينية، ويضع قضية القدس على رأس الأولويات.
يا قدس يا مدينة السلام يا قصيدة الشعراء «يا قدس، يا منارة الشرائع يا طفلة جميلة محروقة الأصابع حزينة عيناك، يا مدينة البتول يا واحة ظليلة مر بها الرسول». حماك الله يا قدسنا
aaltaher @ aut. edu. Jo
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-04-2023 09:58 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |