09-04-2023 11:38 AM
بقلم : الدكتور المهندس أحمد الحسبان
ليس غريباً أن يتغير شعار التويتر - موقع التدوينات المصغرة - من العصفور الأزرق المغرد، الى كلب الدوج كوين، فالسيد (ايلون ماسك) مالك موقع تويتر ومؤسس مصنع سيارات تيسلا لايهمه الشكليات - مهما ازدادت عراقتها - بقدر ما يهمه دعم عملة DogeCoin المشفرة التي تحمل صورة كلب (الشيبا إينو) ورفع سعرها، إن العالم بالنسبة له ولنظراءه (بيل غيت) و(مارك) هو فقط مادة - وبلا أخلاق تحكمه. فمن يعتبر صور المرابطين المضطهدين بالأقصى صوراً تحمل محتوى عنف، ويضع تحديدات على نشرها، تواطئاً مع دناءة الكيان، فليس بغريبٍ عليه أن يغيّر شعار تويتر الى أي شي آخر، غير آبهٍ بتبعيات هذا التغيير. ولربما كان قد أجاد التغيير للأصح والأدق، كون ما يدون عليه من (تغريدات) عالية المستوى - لم تكن سوى نباحاً خلف المادة، وتشفيراً للأخلاق أصلاً.
حقائق التويتر صادمة، حيث لا يتجاوز عدد نشطاءه ال ٤٤ بالمئة من اجمالي مشتركيه والبالغ عددهم ٢٢٩ مليون تقريباً حتى نهاية عام ٢٠٢٢، وبمعدل استخدام منخفض نسبياً لا يتجاوز ٦٠٠٠ تغريدة بالثانية. ثم إن ديمغرافية استخدامه قد توحي أن التغيير صحيحٌ نوعاً ما، بل كان ألطف مما يجب أن يكون عليه، وربما لم يكن أسوأ مما يفترض أن يكون. والسبب وراء ذلك قد يكون ان معظم مشاهير التويتر لا يجدون فرقاً إن ازال (ماسك) أحد أقنعة هذا التويتر المزيف، أو تم استبداله بقناع آخر أكثر قرباً للصدق، فعالم التداول بالعملات يخضع للربح والخسارة التي لا تحابي أحداً في أخلاقياتها المعهودة المنبوذة، فهي - بحسب نظرتها المتعالية المتغطرسة - لا تتواطئ مع مبادئ البشرية السامية، وتعتبر سوق الانسانية دروعاً بشرية لحماية أرصدة النخبة ووجودهم.
خلاصة التغيير؛ لا ثابت في هذه الدنيا إلا التغيير، التغيير مستمر ولا يتوقف، ولا يهم أكان للأسوأ أم للأفضل بنظر مُحدثيه، فالأهم هو أرصدة البنوك والملاذات الآمنة، وليس أي شيء آخر مما قد يعتقده العامة منصفاً، أو يعتقدونه أكثر تعبيراً من مجرد تغريدة عصفور أزرق، لا تسمن ولا تغني من جوع، جوع الشعوب الاقتصادي، أو حتى قد لا تروي عطشهم السياسي لعدالة إنسانية - مفقودة. ستتغير كل وسائل التواصل الاجتماعي هذه، اذا استمرت النظرة المادية على انها أساس الاجتماع الانساني وغايته، وليس العكس. وستستبدل بوسائل أحدث تخدم تلك الغايات القميئة، وقد لا يكون لهذه الأجيال فيها أي دور يذكر، لنصحو ذات يوم كأهل الكهف، ولكن بدون عملتهم التي يعرفون، ولا حتى ثامنهم - كلبٌ باسطٌ ذراعيه بالوصيد.
الحقائق تتكلم.
الدكتور المهندس أحمد الحسبان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-04-2023 11:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |