09-04-2023 11:39 AM
بقلم : الدكتور هيثم الربابعة
لو نظرنا إلى المناهج المعتمَدة في الجامعات الأردنية والتخصصات المفتوحة فيها، فسنجد أن كثيرا من هذه المناهجِ موادٌّ قديمةٌ وعتيقة جدا، أكل الدهر عليها وشرب وتم تجاوزها بآلاف السنوات الضوئية، في الـمُقابل سنجدُ بعض هذه الجامعات تُدرِّس تخصصاتٍ دقيقة جدا ليس لها وُجود في البيئة الإقتصادية الأردنية و العربية، (إستقطاب الجامعات العالمية لإنشاء فروع لها في الأردن و بعض الدول العربية) وتنتمي إلى جيل تخصصات المعرفة، خصوصا التخصصات الدقيقة في الفيزياء والكيمياء والتكنولوجية الرقمية عالية الدقة في مجال الطيران والأجهزة الذكية. في حين ما يحتاجُه المجتمع الأردني من الجامعات هي التخصصات التطبيقية.
كما أن عدم تشبيب الأطر الإدارية في مؤسسات التعليم العالي في الأردن، وجعل الجامعات عبارة عن مُلحقات لوزارة الداخلية، والتمديد والإعتماد على الأطر الـمُسيِّرة القديمة، يؤدي إلى محاربة التطور داخل مؤسسات التعليم العالي، واستنساخ الأفكار والبرامج والمشاريع والمناهج البائدة والعتيقة والـمُتجاوَزة.
جميلٌ أن تكونَ الجامعات رافدا من روافد التعليم والتثقيف والمعرفة، ولكنَّ دورَ الجامعةِ الحقيقي والأساسي والجوهري يتمثل في توفير متطلباتِ وحاجياتِ المجتمع المختلفة، وحلِّ مشاكلِه والسعي في تطويرِه وتقدُّمِه، وعندما لا تضطلع الجامعاتُ بهذا الدور، فإن المجتمع يبحث عن تلبية حاجاتِه ومتطلباتِه في أماكن أخرى وبوسائل أخرى، فيكون الإستهلاك بالإستيراد، وهذا هو ما يحصل بالضبط في الأردن .
يجب أن يكون هنالك دراسة تهدف إلى تحليل أسباب الفجوة النوعية بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل الأردنية، وإقتراح الآليات التي تساهم في جسر هذه الفجوة. ولتحقيق هذا الهدف إستخدام منهج التحليل الكمي والنوعي لدراسة البيانات المتعلقة بمشكلة الدراسة، وإستخلاص الدلالات والمعاني المختلفة التي تنطوي عليها هذه البيانات، وتقديم التفسير العلمي لها.
لأن الدراسة المتزنة تبين حجم التباين بين ما تقدمه مؤسسات التعليم العالي من مخرجات في بعض التخصصات، وبين حاجة سوق العمل، حتى أصبحت تلك المخرجات عبئاً على المجتمع، لأن وفرة بعض التخصصات من جانب، والمهارات غير المطلوبة في سوق العمل من جانبٍ آخر، تسببت في تفشي ظاهرة البطالة بين صفوف الخريجين، لذلك أوصت الدراسة بضرورة تطوير البرامج الأكاديمية والتدريبية لمؤسسات التعليم العالي بما يناسب متطلبات سوق العمل، وذلك من خلال إشراك المختصين والفنيين والخبراء من سوق العمل في تخطيط هذه البرامج.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-04-2023 11:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |