09-04-2023 11:41 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
أمام كل ما يجري من القتل والدم، في كل شبر من فلسطين ، فضلاً عن التنكيل والتعذيب امام العالم اجمع وبشكل مباشر ، لا يمكن انكاره الا من العيون الرمداء التي نست وتناست حقوق الشعب في ارضه ، ولا مساحات للحياد والموضوعية من أي كان ومها كان في أي مكان .
الكل وفي صقاع الارض يتشدق عن حرمة الدم ، وحقوق الانسان فالقتل وإزهاق الأرواح مرفوضان أخلاقيا وإنسانيا، وهذا في بلاد ليست فلسطين ، فيه مُستثناة عن كل الارض ، لانها الارض التي باركها الله ، لانها الارض التي تشبث بها اهلها وتجذروا فيها منذ ان خلق الله الارض ومن عليها، وكل من يبيح القتل حريّ به أن يراجع مقياس الإنسانية لديهلان الانسانية لديه هي تركز على افراد الشعوب المُستثناة من التنكيل والتعذيب واغتصاب الارض.
ووسط حالة الاستقطاب التي تسود المشهد العربي الباس الهش ، الوضع المُتردي كما تتردى النطيحة اصبحت الدماء العربية رخيصة لا قيمة ولا ثمن لها فالعنف والقتل، ومن يبرره اصبح شاهد كل يوم صباح ومساء ؛ فمن يؤمن بالديمقراطية والدولة المدنية التي تكرس فكرة الحقوق والواجبات، يدرك جيدا أن حق الحياة مقدس وغير قابل للمساومة، وأن القتل فكرة مرفوضة، تماماً كما أن الحرية والعدالة أيضا مبدآن لا يُفصّلان وفق أهواء الذين يشتدقون بها ، وينادون بها وينتقدوا من لا يتبعها ، ولكن كل ما في قاموسهم هو يخرج حسب رغباتهم. واهوائهم
الكل قلق، والكل يشجب ويستنكر ، فمنهم من ضعف ، ومنهم من قوة ، ومنهم من يساوي بين الضحية والجلاد ، ومنهم من يلوم ويأنب الضحية ويداري على الجلاد ، من منطق القوة ، ومن منطق الضعف العربي الذي لم يشهد له مشهد عن ما هو فيه اليوم ، فيما ينشغل المُتناحرتين بالسعي لتحقيق مصالحهم على حساب الاخرين المقموعين والمُهمشين ، فلم يعد الدم مُحرّما وسط التنافس على تحقيق المصالح بغض النظر عن ما تخلفه الصراعات من عدد القتلى والمُصابين بالمئات، والخسائر لا تُحصى، ولا تعد .
العالم اجمع كشف عن وجهه الحقيقي، وأماط اللثام عن أهدافه ، فلا حجة له الا ان يدافع المُغتصب والمُحتل عن نفسه ، فيما كل مطبع ومتخاذل يتوارى عن سؤء فعلة الشريك ، والكل قلق فيما الضحية ما زالت تنزف دما، فيما زال من يقلق على مايجري يستغل فكرة أن الشعوب العربية اينما كانت لا تستحق الديمقراطية والعدالة، وأن حكمها لا يتم إلا بالدم والنار.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-04-2023 11:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |