10-04-2023 09:54 AM
سرايا - صدر، عن دار الفينيق للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان “ثلاث علامات في الشعر الفلسطيني المعاصر” للشاعرة والكاتبة والباحثة الفلسطينية إيمان مصاروة.
في كلمة على غلاف الكتاب، قالت المؤلفة “إن هذا الكتاب يضم “ثلاث دراسات جمعت بين أحمد أبو سليم، وصلاح أبو لاوي، ويوسف عبدالعزيز”، الذين التقوا في الغربة، فقرروا أن يجتمعوا على حب الوطن والانشغال بالهم العربي العام والهم الفلسطيني الخاص، وسطروا في أشعارهم ما مروا به من تجارب حياتية وإنسانية ووجدانية نحتتها الغربة وصقلتها التجربة الخاصة لكل واحد منهم وليشكلوا ثلاث علامات شعرية بارزة في الشعر الفلسطيني المعاصر”.
وأشارت إلى أن هذه الدراسة “أبرزت أهم المظاهر الفنية والجمالية في اللغة والأسلوب والصورة الشعرية عند الشعراء الثلاثة، وذلك من خلال استنطاق عدد من القصائد التي ضمتها دواوينهم، والوقوف على أهم العناصر الفنية التصويرية والإبداعية فيها على المستويات اللغوية والدلالة والتركيبية والصوتية، التي ميزت كتاباتهم وجعلتها شاهدا على ما عاناه ثلاثتهم في الغربة، مما جعل منهم أقلاما ومنابر تترجم بلسان الشاعر المثقف والمفكر والعاشق والسياسي والمقاوم والإنسان كل خفقة قلب لهم وكل دفقة شعر فاضت بها قرائحهم في لحظاتهم الشعرية والشعورية التي كانت البوتقة التي انصهروا فيها جميعا”.
في مقدمتها للكتاب، تقول مصاروة “إن الهدف من هذا الكتاب هو إفادة الباحثين بأسلوب أكاديمي مبسط يقوم على رصد الظواهر وتوثيقها والتدليل عليها؛ حيث انبثقت فكرته ضمن سلسلة دراسات في الأدب الفلسطيني المعاصر، فارتأيت أن أجمع فيه هذه الدراسات الثلاث لإبداعات الشعراء داخل وخارج الوطن، وتحديدًا ممن هم في الأردن الرئة الأخرى والمتنفس الأقرب للشعب الفلسطيني، فراقت لي الفكرة وعقدت العزم، وشرعت في التأليف بعد التواصل المباشر مع الشعراء أحمد أبو سليم، وصلاح أبو لاوي، ويوسف عبد العزيز”.
ورأت المؤلفة “أن حاجتنا إلى الأدب الذي يسهم في بناء مجتمعاتنا وحياتنا ويتناول قضايانا ويتحدث عن آلامنا وآمالنا حاجة ماسة، دراسةً وتحليلًا ينقد لغة الشعراء، وتعبيراتهم، وصورهم ولوحاتهم، وأبنيتهم الفنية وما احتوته إبداعاتهم من فكر ورؤية ومواقف واضحة وملتزمة بالهم العام، ومتابعة الحياة والاختيار منها ما يناسب من الأحداث، بأساليب فنية لها خصائصها ومميزاتها ووقعها، مع اختلاف في الأساليب في النوع الواحد، وكما جاء عند الشعراء الذين تناولت أشعارهم في دراستي المذكورة، ومع وجود القواسم المشتركة في التعبير. وهذا ما كشفت عنه هذه الدراسة النقدية، وسط الصراع والخلافات والفوارق بين شاعر وشاعر ومكان وآخر، حيث تزداد مسؤولية الشعراء تجاه الأدب الملتزم ورسالتهم الحاضرة إلى جانب الأحداث في وطنهم فلسطين، والذين قاموا بالكشف عن المآسي الإنسانية وسطو الأقوياء في العالم على الثروات والمقدرات والأرض، وخلق طبقات اجتماعية زادت في حدة هذا الصراع”.
والشعراء “أحمد أبو سليم، وصلاح أبو لاوي، ويوسف عبد العزيز” جزء من الأحداث والواقع الذي يعانيه ويعايشه الفلسطيني في أماكن تواجده، لذلك قدموا من الأدب الهادف ما يلزم للحفاظ على التراث والهوية، بأسلوب فني وتصويري ولغوي وموضوعي، وشاركوا المجتمعات همومها من خلال التعبير عنها في قصائدهم. وكان لزاماً على الباحثة النبش العميق من أجل التعرف على ما جمع الشعراء واتفقوا عليه في إبداعاتهم، لافتة إلى أنها حرصت على نشر الدراسات النقدية التحليلية الفنية والأسلوبية حول “اللغة والأسلوب والصورة الشعرية”، عند الشعراء المذكورين من خلال التطبيق والدراسة المستفيضة المعمقة التي جمعت ثلاثتهم.
وفي تمهيدها للكتب، رأت مصاروة أن الشعر الفلسطيني ما يزال إحدى ركائز القضية الوطنية منذ مطلع القرن الماضي وحتى اللحظة، فكان الشاعر هو المرجع والمحرض السياسي والحافظ للأحداث، فالنظرة العابرة على الشعر الفلسطيني منذ “عشرينيات القرن الماضي تؤكد ما أولاه الشعراء للأرض في رسالتهم الوطنية وقناعاتهم بحسب متطلبات المرحلة الوطنية التي مروا بها، من خلال قناعتهم بـ”حق الدفاع عن الأرض والنفس والعقيدة والقيم التي عبروا عنها في تراثنا، وأخذت القصيدة مكانها كأداة نضالية في مظاهر النضال التي خاضها الشعب الفلسطيني”، وهذا الأمر جعل من الشعراء الفلسطينيين رسلًا لبث الوعي وتوثيق ما يجري على الأرض.
وقالت المؤلفة إن هذه الدراسة تناولت ثلاثة شعراء هم “أحمد أبو سليم، وصلاح أبو لاوي ويوسف عبد العزيز”، الذين التقوا في غربتهم بوطن واحد “الأردن”، وجمعوا بإبداعاتهم بين “اللغة والأسلوب والصورة الشعرية” التي تناولتها هذه الدراسة، مبينة أن إبداعات هؤلاء الشعراء حضرت حضورًا ملموسًا في العقود الأخيرة نظرًا لخصوصية القضية الفلسطينية التي ما يزال يرفض أهلها الاعتراف بالاحتلال منذ سبعين عامًا ونيف، ونتج عن ذلك مقاومة شديدة شارك فيها جميع الفلسطينيين من مختلف الأعمار والمستويات، وحاربوا بسلاح الكلمة، ونشروا الوعي بقضية الوطن، وحقوق الشعب الفلسطيني.
وعن قصائد أبو سليم وأبو لاوي ويوسف عبد العزيز، قالت “إنها اتسمت بغربتهم وشوقهم للمكان داخل الوطن بعمق الدلالة وتنوعها وصدق العاطفة وتلونها وتأجج المشاعر المختلفة، واتكأت على نقل وتصوير الأحداث وما يجري على الأرض، وتشكيل الخطاب الأدبي الذي يبرز فيه أسلوب المعاصرة في استعمال الأدوات التعبيرية المبتكرة”، مشيرة إلى أن أثر الأدب الملتزم “بارزًا أكثر في النكبات والأزمات ليعكس قدسية رسالته الإنسانية، ويقف في مواجهة المحتل ويوقظ المشاعر”.
وخلصت مصاروة إلى أن المتابع لقصائد وكتابات الشعراء أحمد أبو سليم، وصلاح أبو لاوي، ويوسف عبد العزيز، يلاحظ أن المقاومة والتعبير الأدبي اللذين اتصفوا بهما من خلال نصوصهم التي تناولتها الباحثة في دراستها الجادة “ثلاث علامات في الشعر الفلسطيني المعاصر”، قد وصلا إلى الالتقاء المكاني بين الشعراء من أجل إبراز أهم القضايا التي شغلتهم، رغم تفرد كل شاعر منهم في أسلوبه ومعجمه اللغوي.