10-04-2023 10:45 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
الموقف الأردني في دعم صمود الفلسطينيين والمقدسيين، هو موقف راسخ، وصامد بصلابة تاريخ هذا الوطن، وعزم قيادته الهاشمية، وهو موقف يحمل هذا الوطن رسالته مدركاً بأنه أمانة التاريخ، والجغرافيا، ووعد المستقبل، لفلسطين وقضيتها، والعدالة لها.
وكما قالها جلالة الملك عبدالله الثاني في لقائه مع شخصيات مقدسية إسلامية ومسيحية: «نحن معكم للأبد»، وهو تأكيد ورسالة ملكية بأنّ الأردن سيبقى على عهد لفلسطين، وهو عهد موصول بالوصاية الهاشمية التي يزيد عمرها عن مئة عامٍ وترتبط بمناسبةٍ تاريخية، تحمل دلالةً تؤكد على وحدة الأمة، ذلك أنّ هذه الوصاية على صلة تاريخية بالبيعة للشريف الحسين بن علي بالخلافة، في لحظةٍ توحدت فيها مشاعر الأمة على ضرورة الوحدة.
كما هي وصاية مرتبطة بالعهدة العمرية، وهذه العهدة التي أكد جلالة الملك الالتزام بها، كونها حفظت السلام والعيش المشترك وحافظت على المقدسات بالقدس منذ 1400 عام.
وفي ضوء ما تمر به المقدسات اليوم، وفي هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، فإنّه يجب التذكير بالعهدة العمرية، والتي كانت أول عمل قام سيدنا عمر بن الخطاب عندما فتح مدينة القدس عام 15 هـ.
حيث قام رضي الله عنه، بزيارة كنيسة القيامة وكتب لأهلها وثيقة هي العهدة العمرية، حيث إنّ نص العهدة العمرية لدى البطريكية الرومية أكد على إعطاء الأمان للأنفس والأموال ودور العبادة.
وقد أعطت هذه العهدة، الأمان للروم الذين يقطنون إيلياء أن من شاء منهم الرجوع الى أهله فأنه لا يؤخذ شيء منه حتى يحصد حصادهم ومن شاء البقاء فهو آمن وهذا يدل على أن عمر قد حرص على أن تبقى إيلياء بلد الأمن والأمان لقاطنيها.
وجاء في نصها: «هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء (القدس) من الأمان.. أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم، ولا يُضَارّ أحدٌ منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرِجُوا منها الروم، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصُلُبَهم فإنهم ?منون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم، ومن أقام منهم فعليه مثل ما على أهل إيلياء، ومن شاء أن يسير مع الروم، سار مع الروم وهو آمن، ومن شاء أن يرجع إلى أهله، رجع إلى أهله، وهو آمن، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية، شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان وكُتِبَ وحُضِرَ سنة خمس عشرة».
وعلى هذه العهدة، تأسست شرعية ومشروعية الرعاية للأماكن المقدسة، والوصاية عليها، لتكون في أمانة أهلها، من آل البيت الكرام، بخطابٍ ينتمي إلى المنطقة، وشرعيتها ومشروعيتها، ويستطيع صونها، حتى تحقيق العدالة لفلسطين وقضيتها.
إنّ الوصاية الهاشمية اليوم، هي امتداد لهذا التاريخ، الذي تجدد على يد الشريف الحسين بن علي (طيب الله ثراه) وواصل حمل أمانته ملوك بني هاشم، وهو ما يزال عهد يتجدد في عهد مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين... رغم كل الظروف، والمنعطفات التي تمر بها القضية الفلسطينية اليوم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-04-2023 10:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |