بقلم : م. أنس معابرة
إذا أردت أن تتعرف الى السبب الرئيس في خسارة الناس لأجر صيامهم، وتخلُّفهم عن إغتنام موسم عظيم للخير كشهر رمضان الفضيل، فعليك بزيارة أحد الأسواق، وهناك ستعرف السبب.

لقد وُجدتْ الأسواق من أجل أن نقضي حاجياتنا منها، نزورها في أوقات معينة ولساعات محددة فقط، نأخذ منها ما يلزمنا ثم نعود الى المنزل.

في رمضان تصبح الأسواق أو المولات مكان للفسحة، يقضي فيه الإنسان على الوقت، ويغالب فيه شعور الجوع والعطش، ويتعرض الى أشكال الفتن المختلفة هناك.

في الأسواق يكثر الإختلاط، ويفتح لك الشيطان الكثير من الأبواب، مثل النظرة الحرام، والكلمة الحرام، ويشوّه سمعك بالكثير من الكلمات غير اللائقة، وتكون أخلاق الناس أكثر ضيقاً ونفوسهم أقل صبراً بحجة الصيام هذا بالإضافة الى أنك تُضيع وقتاً هاماً كان من الممكن إستثماره في الصلاة وقراءة القرآن، أو حتى ممارسة الرياضة أو تطوير الذات، أو قضاء وقت مع الأسرة.

المصيبة تزداد وتكبر مع دخول العشر الأواخر، حينها تبدأ زيارة الأسواق حتى ساعات الفجر من أجل التجهيز للعيد، وشراء ملابس وحاجيات العيد، بدلاً من أن نقضي تلك الليالي المباركة في قيام الليل والصلاة والدعاء وقراءة القرآن.

يحبذ أن تتجهز لشهر رمضان قبل أن يبدأ، وإن لم يكن؛ فمن الممكن تخصيص يوم في الأسبوع لزيارة السوق وقضاء الحاجيات بوقت محدود وسريع، أما بالنسبة لحاجيات العيد، فحاول أن تقضيها خلال النهار وبوقت محدد أيضاً.