12-04-2023 10:56 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
شمعتان ومائة مرت على مسيرة الامن العام سنوات من البناء والنماء ، وتحول نحو أمن عصري متميز مبني على الحداثة وسباق الزمن الرقمي ، والسعي للاستمرار نحو قيم شرطية عنوانها تقديم خدمات شرطية غير متوقعه ، وبشكل إيجابي ،اساسها القانون واحترام حقوق الإنسان .
في عمر الزمن لا يُقاس الرقم بما مر من تلك السنين بل يُقاس بما تم انجازه ، وكيف وصل هذا الجهاز الاميز والافضل لمستوى اجهزة العالم الشرطية ، بما قدم وانجز حتى وصل إلى ما وصل اليه اليوم خاصة بعد ان انتهج نهجاً قويما في عمليات التدريب والنوعي والاختصاصي ، والاحترافي على كافة مستويات العمل الشرطي ، سواء في مجال مُلاحقة الجريمة ووءدها والوقاية منها ، أو في عمليات التحقيق الشرطي وادواته التي لا تتنافى وحقوق الانسان وحرية ، فضلاً عن عمليات التأهيل واصلاح النزلاء من مبدأ الانسانية وان التحول نحو الانسنة هي الهدف الاسمى والافضل والاقوى ، كيف ولا والنهج الشرطي أصبح يواكب كل تقدم وتطور في مجالات شرطية عدة ، لا تقف فقط عند اداء الواجبات التقليدية بل أصبح هناك دور اجتماعي كبير ومتشعب ، ومبادءة في العمل المُتعلق بالشرطة المُجتمعية واداء ادوار بعيدة عن مُجافاة الحقوق .من منطلق ان الفرد هو محور كل عملية أمنية ، ولا بد ان يكون شريكاً حقيقاً فاعلا ، مما يجعل الرضا عن الاداء الشرطي اكبر تقديراً من قبل المُجتمع ، فيما تقل مساجة الخوف وينحدر رسم الجريمة البياني ويصبح كل فرد هو رقيب وشرطي بدون ان يكون هناك أي ضغوطات شرطية بل تأتي بشكل طوعي ، ومن دافع حقيقي بان الشركاء لا يمكن الا ان يكونوا في قارب واحد هدفهم ورؤيتهم واحدة ، ناهيك عن رسم خريطة طريق في مُلاحقة المُخدرات وتجارها ومٌتعاطيها ، فيما هناك مساحة كبيرة لمن اراد الاقلاع عن التعاطي وتحول إلى العلاج ضمن اسس حديثة فاقت توقعات دول اخرى في نزع السُمية وتأهيل وتوطين هذه الفئة .
اليوم وبعد ان اطفى الامن العام مائة وشمعتان من عمره المديد يتطلع وبكل امل يحدوه للوصول لمستويات متقدمة من تحقيق الامن بكافة مستوياتة ، كيف لا وقد أصبح شريكا مع كافة المؤسات سواء اهلية أو حكومية هدفه من هذه الشراكات تقديم خدمات غير متوقعة من قبل الجمهور ، تهدف إلى اسعادة وبكل مقاييس السعادة ، وهذا لا يعني ان يكون هناك جاحدين لما يتم تقديمه من خدمات جليلة ذات طابع انساني هدفها تقليل الوقت والجهد والمال ، وهذا ياتي من خلال مبادءات من قبل مواهب شرطية كبيرة تسعى إلى نقل الجهاز إلى مراتب الاجهزة الشرطية العالمية ، حيث لا تقبل الا بالصف الاول في قياس مستوى الامن والرضا عن الادء ، وتقليل مستويات الجريمة بكافة اشكالها وانواعها ، فضلاً عن ان كل ما يتم انجازه من اعمال شرطية حديثة تواكب عصر الثورة المعلوماتية وفضاءت الرقمية والالكترونية والسيبرانية ما هو الا بفضل الكفاءات البشرية ، ورأس المال الفكري في هذا الجهاز ، والتي يتم اختيارها من خلال مسارات مميزة ودقية وهامة ، تسعى وبكل جاهزية لان يكون اداء هذه الموارد غير قابل للمساوامة أو الوقوع في الاخطاء .
مائة عام وشمعتان أضاءت فناءت الوطن الكبير وقدمت الكثير خلال تلك السنوات شهداء رسموا بدمائهم حدود الوطن التي تلامس الثريا وتجاور القمر ، فلم تبخل على هذا الوطن ، فقدمت ارواحها قرباننا ليسمو هذا الوطن ويرتقي هذا الحمى ويتميز هذا الجهاز .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-04-2023 10:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |