12-04-2023 11:11 AM
بقلم : نيفين عبدالهادي
لا تكاد مجموعات الصور ومقاطع الفيديو التي نتابعها حول الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية على المقدسيين وتحديدا في المسجد الأقصى المبارك، تخلو من حضور الشاب محمد العجلوني، هذا الشاب الذي لفت أنظار كلّ من ينبض قلبه بالحب والرأفة والحنان، الشاب الذي يحضر مناضلا ومصليا وعاكفا ومرابطا وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة الحاضر بملامحه البريئة في المشهد المقدسي بكافة تفاصيله النضالية.
محمد مرشد العجلوني (26) عاما، الشاب الفلسطيني المقدسي من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي لم تمنع يد الاحتلال الإسرائيلي من الاعتداء عليه أكثر من مرة، بل واعتقاله رغم صراخه وهلعه الشديدين، ومحاولات من حوله للحيلولة دون اعتقاله وتوضيح وضعه الصحي، إلاّ أن بطش الاحتلال وإجرامه لم يعرّ كل ذلك أي اهتمام فقد تعرّض العجلوني لأكثر من اعتداء، واعتقال، كان أحدثها خلال الاعتداءات الوحشية الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى الشريف خلال شهر رمضان المبارك.
«محمد» يرمز لشعب بأكمله، يعيش كل أنواع الظلم، مظلوما تنتهك أبسط حقوقه في الحياة، يتم الاعتداء عليه رغم إصابته بمتلازمة داون، لكنه كما الشعب الفلسطيني وأبناء القدس يحمل على أكتافه وطنه وقضيته، ويمضي في درب وطنه وأبناء وطنه، يتعرّض لما يتعرضون له ويحضر في كل ما يقومون به، فهو يرى حياته بين هذه التفاصيل، وبات يحظى بشعبية واسعة بين المقدسيين، وأصبح وجها مألوفا في كافة الأماكن، بشجاعته وهتافاته وأسلوبه في الإصرار على الدفاع عن القدس والأقصى الشريف.
الشاب المصاب بمتلازمة داون، الأخ الثالث لستة إخوة، «شقيق صغير، وخمس أخوات» متعلّم ويمارس الرياضات المختلفة، لكنه لا يرى في الحياة سوى الأقصى نافذة للعيش بسلام وصحة، نشعر من صوره وهتافاته أنه وجد في نضاله للأقصى علاجا لنفسه، ومرآة يكشف بها وحشية الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يراع يوما أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، بإصرارهم على الاعتداء عليه بوحشية، يكشف أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين مريض وطفل ومسنّ، يكشف ضعف هذا الاحتلال الذي يخيفه ذوو الإعاقة، يكشف أن الفلسطيني قادر على تغيير شكل الحياة وحتى الأمراض والاعاقات ليجعل منها جميعها متلازمة صمود ونضال وعشق الوطن.
عديدة هي صور محمد العجلوني، ومشاهد هتافاته والاعتداء عليه، لكن أكثرها انتشارا ورسوخا في الذاكرة الاعتداء عليه خلال زفة لعريس في حي الشيخ جرّاح، هي صورة بألف صورة وبألف كلمة، خلال الاعتداء عليه من جيش الاحتلال بالضرب، وقد غلبت على ملامحه تعابير الخوف والهلع، فهو محمد البطل المناضل، الذي حقق متلازمة جديدة يجب أن تسجّل له على لوحات الفخر، متلازمة الصمود والنضال وعشق الوطن.
محمد العجلوني رأتك أعيننا وسمعتك آذاننا، من خلال عدسات كاميرات من حولك، رأينا بك ما لم تُظهره هذه الكاميرات، فأنت الفلسطيني المناضل، الذي تواجه بقوّتك التي لا يعرف معناها الاحتلال الإسرائيلي عدوان جيش وأسلحة هي الأكثر خطورة في العالم، فأنت تمتلك سرّ الانتصار، بصمودك وحضورك الذي أخافهم حدّ الاعتداء عليك بوحشية وضربك، نعم محمد أنت لست مصابا سوى بمتلازمة الصمود والنضال، نعم أنت من تملك سرّ الانتصار الحقيقي، أنت من تملك قوّة الحضور، أنت من بتنا نبحث عنك في كل خبر وصورة ومقطع فيديو نتابعه من القدس الشريف، فمنك نأخذ الطاقة الإيجابية وسرّ الانتصارات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-04-2023 11:11 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |