12-04-2023 07:38 PM
سرايا - السؤال الأبرز الذي يُتداول بكثرة في الأوساط الصحفية هذه الأيام، خصوصاً بعد ظهورCHATGPT، روبوت المحادثة، أو كما يود الكثيرون تسميته «محادثة الذكاء الاصطناعي»، هو «هل يستطيع هذا الروبوت أن يحل محل الصحفي وأن يكتب تقريراً صحفياً مكتمل الأركان؟».
هذا السؤال ليس مطروحاً فقط على أبناء مهنتي: الصحفيين، بل هو أيضاً مطروح هذه الأيام على كل ممتهن لمهنة إبداعية أو على هامشها، سواء راوٍ أو قاصٍ أو كاتب سيناريو.
ما أحدثه CHATGPT خطير، ويستدعي القلق فعلاً، أولاً لأنه مثلاً يوازي ما أحدثه ظهور برنامج excel على أصحاب مهنة المحاسبة، والذي أدى إلى انحسار في أعداد كثير من الوظائف المرتبطة بذلك، كذلك يوازي ما أحدثته برامج الـ hr (الموارد البشرية) المتنوعة، والتي أتت على حساب ملايين الوظائف الخاصة بالقطاع المكتبي والتوظيفي الشركات والمؤسسات العالمية الكبرى.
ثانياً أن فكرة هذه المحادثة الروبوتية الاصطناعية تقوم على أسس من الترابط الفكري، فمحرك البحث google مثلاً يستطيع أن يوفر على مستخدم الإنترنت مجهود البحث عن معلومة في الفضاء الإلكتروني، إذ يقوم هذا المحرك الشهير بإحضار ما استطاع من مواقع إلكترونية لإفادة المستخدم بمعلومة أراد معرفتها أو القراءة عن أمر ما، لكن الـ CHATGPT تكمن خطورته أنه يختصر الوقت والمجهود أكثر من google فيقدم المعلومة الدقيقة، مكتوبة في الشكل الذي تريد: قصة أو رواية أو على شكل نقاط، ويحاول أن يصل مع المستخدم من خلال محادثة يكون فيها هو الطرف المستجيب دائماً، إلى ما يريده المستخدم.
وبالتالي، فإن مستخدم الـ chatgpt إذا أراد مثلاً أن يحصل على قصة قصيرة تدور أحداثه في حارة شعبية مصرية، فإنه يستطيع الحصول عليها بسرعة، وبشكل به الكثير من الحرفية الخيالية، والمدهش أنها توافق تماماً الحارة المصرية.
تهديد للصحفيين