13-04-2023 10:00 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
تكتسي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى اليابان أهميةً خاصة، نظراً للعديد من القواسم المشتركة بين البلدين، على رأسها أنّ الأسرة الهاشمية والبيت الإمبراطوري في اليابان عريقان في الحُكم، ويمتد إرث كل منهما السياسي في منطقته إلى مئات السنين.
وهذا القاسم المشترك بين البلدين، هو أولى الملامح التي يمكن البناء عليها، بالإضافة إلى أنّ الأردن واليابان يجمعهما نهج وسطي معتدل في السياسية الدولية، والإقليمية لكلٍ منهما.
وهذا الأمر أدى إلى تكريس علاقات ثنائية مميزة مع اليابان، بدأت دبلوماسياً في 14 يوليو 1954، ويعود تاريخ افتتاح السفارة الأردنية في طوكيو وكذلك السفارة اليابانية في عمّان في عام 1974.
وزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم، والتي يرافقه فيها جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تعبر عن أهمية هذه العلاقة والبناء عليها، حيث إنها ثاني زيارة ملكية إلى طوكيو، إذ كانت الزيارة الأولى في تشرين الثاني عام 2018م.
الزيارة الملكية الحالية، حفلت بجدول أعمال زاخر باللقاءات، وعلى رأسها لقاء جلالة الملك بإمبراطور اليابان ناروهيتو وإمبراطورة اليابان ماساكو، بحضور جلالة الملكة وسمو ولي العهد، وهذا اللقاء يعبر عن مستوى العلاقة الجامعة بين العائلتين الحاكمتين، والمستويات التي وصلت إليها.
أما في جدول أعمال الزيارة، فسياسياً كان التأكيد الملكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، على الموقف الأردني الصلب، في توقيتٍ سياسي دقيق.
فمن طوكيو، وهو الحليف القريب للغرب، وصاحبة الدور الاقتصادي الكبير، جاء التأكيد الملكي على الحاجة الملحة لوقف جميع الإجراءات أحادية الجانب التي تنتهك الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس.
ومن طوكيو، ذكر الملك العالم أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين جزء لا يتجزأ من الازدهار والسلام للمنطقة بأسرها وجميع شعوبها، وأهمية هذه التأكيدات الملكية أنها دبلوماسية أردنية تدعم باتجاه عدالة القضية الفلسطينية، وتصب في صالح بناء جبهةٍ دبلوماسية دولية داعمة للمواقف الأردنية التاريخية في القدس.
كما شهدت هذه الزيارة زخماً بلقاءات سمو ولي العهد الأمير الحسين بنظيره الياباني، بالإضافة إلى لقاءاته التي شملت قادة أعمال ورياديين أردنيين مقيمين في اليابان، وهذه التجربة يمكن استقطابها والاستفادة منها أردنياً.
إنّ الزيارة الملكية اليوم لليابان، تحمل في طياتها دلالاتٍ تؤكد على أنّ الدبلوماسية الأردنية تواصل البناء على زخم علاقاتها، وتسخر هذه العلاقات كرصيد يعود بالنفع بدايةً على اقتصادنا، فمن هناك من البلاد التي تعد رائدة الاقتصاد والابداع في العالم، والتي يطلق عليها اليابانيون اسم مصدر الشمس ومشرقها، يرسي الملك عبدالله الثاني حضوراً أردنياً، في وقتٍ يشهد فيه العالم والمنطقة متغيراتٍ كبيرة،ٍ يمكن قراءتها في تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والاصطفافات الدولية الجديدة، والأردن بهذا الحراك يؤكد مجدداً على أنّ خيار?ته الدبلوماسية تنبع دوماً من مصالحه، ومن مصالح الأمة، والقضايا التي يؤمن بها الأردن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-04-2023 10:00 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |