13-04-2023 12:33 PM
سرايا - صدر أخيراً العدد 78 من مجلة «الشارقة الثقافية» عن دائرة الثقافة بالشارقة.
وجاءت افتتاحية العدد بعنوان «الإبداع العربي وسرّ التجدد والابتكار»، ونقرأ فيها أنّ الإبداع العربي أفرد أجنحته على العالم، وانتشر في أصقاع الأرض مؤثراً ومتأثراً، واكتسب تجارب مميزة بسبب الانفتاح الحضاري والتواصل الثقافي، وأثبت حضوره شعراً ونثراً وقصة ورواية وترجمة، فضلاً عن الفنون التشكيلية والسينما.
ووفقا للافتتاحية، يشهد الإبداع العربي اليوم دعماً كبيراً ورعاية شاملة، حيث تم تخصيص جوائز مهمة له مادياً ومعنوياً، ما أدى إلى دعم المبدعين وأفكارهم ورؤاهم، واكتشاف المواهب الشابة.. من هنا نقرأ هذا العدد الكبير من الأسماء، التي تشتغل في حقول الكتابة والفن والإبداع، وهي منتجة وطموحة وفاعلة ضمن الإمكانيات المتاحة.
وتوقف مدير التحرير نواف يونس في مقالته «خواطر مسرحية تحققت على أرض الواقع» عند تجربة له، عاشها في بدايات سبعينيات القرن الفائت في جامعة الجزائر، حول المسرح والثقافة المسرحية وأهميتها للإنسان في مسيرته الحياتية، معتبراً أن الفعل المسرحي منح التلاميذ جرعة من الثقافة العامة، عبر فكرة المسرحية التي قدموها بأنفسهم، إلى جانب المتعة التي حصلوا عليها من أدائهم للعمل المسرحي أولاً، والثناء الذي لاقوه من أولياء الأمور والهيئة التدريسية وزملائهم في المدرسة ثانياً، فقد تحفزت طاقاتهم المعنوية والفكرية، من خلال ثقافة مس?حية جادة، داعبت أفق خيال هؤلاء الطلبة.
واستعرض يقظان مصطفى اكتشافات البيروني في الرياضيات والجغرافيا والفلك، وكتب خوسيه ميغيل بويرتا عن الاستعراب الإسباني مشيرا إلى أنه غدا يتيماً بعد رحيل المستعرب المرموق «بيدرو مارتينيث مونتافيث» الذي كرس حياته لنقل الإبداع العربي المعاصر، بينما بحث نبيل سليمان في تاريخ مدينة حلب، التي تعرضت إلى الكثير من الزلالزل المدمرة، لكنها كانت تعود أبهى وأقوى وأجمل مما كانت، أما محمد وحيد فريد، فزار مدينة «مطماطة» التونسية التي تعد أرض السعادة والرفاهية وبيوتها محفورة تحت الأرض.
ونقرأ في باب «أدب وأدباء": ميخائيل نعيمة دعا إلى أدب جديد باستخدام العقل المتفتح (سمير أحمد شريف)، أندريه ميكيل.. سفير الحضارة العربية في الغرب (عبدالله بن محمد)، إبراهيم بوطالب عميد المؤرخين المغاربة (محمد العساوي)، الأدب الإفريقي.. هوية إنسانية لها خصوصيتها (العربي لعرج).
ويتضمن هذا الباب حواراً أجراه الحسام محيي الدينمع الشاعر محمد الشحات، الذي أكد أن الشعر هو الابن البار للغة العربية، وحواراً أجراه سامر أنور الشمالي مع المترجم رفعت عطفة قبيل رحيله، رأى فيه أنه لا مقارنة بين أدب وآخر، بينما يتناول د.أحمد عبدالرازق رائد حركة التنوير في الجزائر عبدالحميد بن باديس، الذي أسهم في تأسيس «جمعية العلماء»، ويكتب عزت عمر عن تجربة ناظم مهنا القصصية، حيث التخيل وبلاغة السرد، ويطل عبدالعليم حريص على تجربة سعد عبدالرحمن الأدبية المتفردة، وفيها شغف بالتراث ومواكبة التجديد، ويتوقف مفيد خن?ة عند الشاعرة فاطمة كريم، التي ترسم ملامح قصيدتها الحالمة من «نهرها الصاعد» إلى «تراتيل الأنا».
ويحاور عذاب الركابي الكاتبة ضحى عاصي، التي تقول إن الرواية لحظة اكتشاف الأسئلة، ويلتقي محمد إدريس الشاعرة آلاء القطراوي، التي ترى أن الأصالة هي جذوة الشعر والحداثة نورها، ويقرأ محمد إسماعيل سيرة الشاعر جابر خير بك، الذي راهن على شباب الشعر المتجدد وأجياله، وتحتفي د.أميمة أحمد بمسيرة المناضلة جميلة بوحيرد، التي أصبحت رمزاً إنسانياً وشعلة نور تضيء درب وأحلام الشباب في الوطن الكبير، ويحاور أحمد اللاوندي الروائي شاكر نوري الذي تستهويه حالات الاغتراب في بعدها الإنساني، كذلك يحاور هشام أزكيض الناقدة يمنى العيد ا?تي تسعى إلى تحرير النقد من النمذجة، ويقدم محمد زين العابدين إطلالة على الجانب الخفي في حياة العظماء والمشاهير، ويتناول محمد محمد مستجاب العالم المترجم الشاعر أحمد مستجير الذي قدم صياغة رياضية لعروض الشعر العربي.
ونقرأ في باب «فن. وتر. ريشة"؛ الموضوعات الآتية: ماوراء التصوير والبحث في لوحات محسن أبوالعزم الفنية (أحمد مصطفى حسين)، أحمد الشرقاوي.. من أبرز رواد التشكيل المغربي المعاصر (أديب مخزوم)، وليد سيف.. من أهم كتاب الدراما العربية (حسن بن محمد)، نصوص السيد حافظ المسرحية بين التجريب والكوميديا السوداء (محسن العزب)، عزيز علي.. رحلة المونولوج العراقي وصوت الماضي الجميل (انتصار الجنابي).
ويتضمّن العدد مجموعة من المقالات، منها: الجغرافيا وصناعة التاريخ (د.محمد صابر عرب)، فوزي المعلوف ومدرسة شعراء المهجر (ذكاء ماردلي)، علماء عرب ومسلمون أثروا الحياة الثقافية والعلمية منذ العصور الوسطى (د.نادية هشام عدلي)، سعيد يقطين.. الباحث عن سرد الحياة (عزيز العرباوي)، الأدب.. ذاكرة الشعوب (منال محمد يوسف)، تألق الحياة ونظامها في إيقاع الشعر (د.سعد التميمي)، التطور الثقافي بين الإدراك والتكيف المجتمعي (سناء الحافي)، فن قنص اللحظات (نصر الدين شردال)، تنوع أشكال السيرة الذاتية في تراثنا العربي (محمد فؤاد عل?).
وفي باب «تحت دائرة الضوء» نقرأ: شعرية القصيدة الجاهلية (أبرار الآغا)، رؤية نقدية في أدب منير عتيبة (زمزم السيد)، «ولم تأت سلمى».. مجموعة قصصية لحسام نور الدين (انتصار عباس)، البنى الدرامية في مسرح إبراهيم الحسيني (سعاد سعيد نوع).