سرايا - قال شهود عيان إن أصوات إطلاق نار كثيف سُمعت جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم اليوم السبت.
وقالت قوات “الدعم السريع”: “هاجمَنا الجيش بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة وَالخفيفة”، موضحة أن قوة كبيرة من الجيش هاجمت مقرها بمنطقة “سوبا” جنوبي الخرطوم.
وقال بيان قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي “تفاجأت قوات الدعم السريع صباح اليوم (السبت) بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارًا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة”.
وأفاد شهود عيون بسماع أصوات رصاص قوي في القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وعلى تخوم القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
وأشارت شبكة “السودان الآن” عبر صفحتها بموقع “فيسبوك” اليوم، إلى تصاعد أعمدة الدخان من داخل قاعدة مروي الجوية وسط اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في القاعدة والعاصمة الخرطوم.
ونقلت شبكة “رصد” السودان عن شهود دعوتهم جميع المواطنين بولاية الخرطوم أخذ الحيطة والحذر وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.
وعلى نحو متسارع تلاحقت الأحداث في السودان خلال الأيام القليلة الماضية لتتكشف تفاصيل أزمة كبيرة داخل المكون العسكري يحذر مراقبون من أنها قد تفتح الباب أمام حرب أهلية لا تبقي ولا تذر في البلد الذي يعاني أساسا من دوامة لا تنتهي من الصراعات منذ سنوات.
ويرى مراقبون أن خطورة الأزمة هذه المرة تكمن في أنها ليست كسابقاتها بين العسكريين والمدنيين، وإنما بين جناحي السلطة النافذة، وهما القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وما تعرف بقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، نائب رئيس مجلس السيادة، اللذين كانا يمثلان كيانا واحدا أمام القوى المدنية في المرحلة التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير.
واعتبر المركز الأفريقي للأبحاث ودراسة السياسات أنه منذ تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي لتسوية الأزمة السياسية في البلاد مطلع الشهر الجاري، وبعد ذلك التأجيل مجددا في 6 نيسان/أبريل بسبب الخلاف حول بند الإصلاحات الأمنية والعسكرية وبروز الخلاف حول دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، بدا أن الأوضاع في السودان تتجه نحو مزيد من التعقيد.
وبلغ التوتر ذروته مع وصول تعزيزات عسكرية للدعم السريع فجر الأربعاء إلى مدينة مروي في ولاية نهر النيل شمالي السودان والشروع في بناء مقرات ومبان جديدة حول مطار المدينة الاستراتيجية، وهو ما زاد شكوك الجيش بأن قوات الدعم السريع تتحرك منفردة وتخطط لعمل ما ودون التنسيق مع الجيش في خطوة تشكك في أهداف هذه التحركات، ليدفع الجيش السوداني هو الآخر بتعزيزات إلى مروي فجر الخميس في ظل شحن سياسي وشعبي من مختلف الاتجاهات، بحسب المركز الأفريقي للأبحاث.
وعزا المركز كل هذه الخلافات إلى “الشقاق السياسي والخلافات العميقة للقوى السياسية السودانية حول إدارة الفترة الانتقالية واستحقاقاتها”، إضافة إلى الهوة الشاسعة بين الأطراف المختلفة التي “تتخندق” مع الجيش أو الدعم السريع، فضلا عن “طموح دقلو في تشكيل مستقبل السودان ولعب دور رئيسي فيه مع اتجاه معاكس للجيش يسعى لتحجيم دور الدعم السريع وإدماجه في الجيش وبالتالي التقليل من أي دور سياسي بارز مستقبلا”.