سرايا - كتب الزميل فارس حباشنه - ناشطة وصانعة محتوى لبنانية على السويشل ميديا تقدم مادة ثرية حول " الاتيكيت " و ادبه و اصوله ، و تعاليمه .

و تابعتها باكثر من فيديو و اكلة و طبخة ، و كيف تتناول صحن السلطة و الاسبجتي ، و فوتو شيني ، و الشوربة و الحلويات "ديزير " ، و غيرها .

و اذكر مرة اني كنت في باريس في زيارة رسمية . و ذهبنا الى مطعم في شارع شانزلزيه ، و في المطعم يفرضون شروطا و تعليمات صارمة لتطبيق الاتكتيت في تناول الطعام .
و مينو المطعم من المطبخ الفرنسي ، و الفرنسيون يهتمون بالبط و الجبنة ، و يهتمون في انواع من العجين و اللحم المقدد .

شعرت بالحرج ، و شربت كأس ماء ، و عصير ، و اعتذرت من المعزبين ، و خرجت الى احياء قديمة في باريس اعرفها ، وكنت زرت باريس من قبل ،
و بحثت عن مطعم مغربي ، يقدم الطواجن، واكلت براحتي و دون عقد ، و برتوكولات .

و في اول عملي في الصحافة ، شاركت في دورة تدريبية في بيروت ، و كان هناك مدربين من جنسيات اوروبيية ، و كان مدرج على جدول اعمال الدورة تدريب على الاتكيت ، و تقاليد النخبة ، و اللباس و الطعام و الحوار ، و غيرها .

صراحة ، في الملابس استفدت من الدورة و غيرها ، وبقيت على تواصل مع مدربة جنسيتها فرنسية ، و علمتني الكثير و الكثير في اصول اللباس الراقي و المتناسب ، و ماذا تختار تلبس لحفلة و دعوة عشاء و لقاء رسمي ، و اختيار متناسق لالوان القميص و البذلة و ربطة العنق .

في اللباس ، انا على يقين انه ينقصني تعلم كثير من "الاتكيت" و اصول و معايير اختيار اللباس الانيق و المناسب و "المدورن "، و فيما بالطعام والاكل شعرت بنشوز و هربت من الموضوع ، و شعرت بانه تزلف طبقي ، و يتعارض مع فطرة الانسان ،وهويته الاجتماعية .

و في عمان اتعرض لمواقف كثيرة محرجة في مطاعم فاخرة ، و مطاعم تقدم طعام ايطالي و صيني و افرنجي ، و لاعرف كيف ابدأ بتناول الطعام ، و لااعرف امسك الشوكة و السكين معا .

و انا من "جماعة الغامس والترشيب " ، وكيف بدي اكل صحن سلطة في شوكة و سكين ، و اشرب صحن شوربة على طريقة الاتكيت .

و اذا كانت التقدم والتطور و النيو الاجتماعي و السياسي باكتيكت الطعام و الشراب ، فانا ضده ، وانا منحاز الى اصولي القروية والرعوية ، و انبذ هذا التقدم الفاجر و الكذاب و المخادع ، و لا اريد ان انخرط في عالم مشوه و مموه في مستجدات خادعة من الحزب الى المطاعم الفاخرة ، واصول ومباديء الاتتيكت .

فارس الحباشنة