حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4434

إشكالية التسول في ظل تحوله إلى مهنة

إشكالية التسول في ظل تحوله إلى مهنة

إشكالية التسول في ظل تحوله إلى مهنة

19-04-2023 12:22 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات

الهذا الحد بلغ الفشل بالاجيال الحالية مبلغا مُخجلا، ام ان لهذه الدرجة أصبح كل فينا يفضل الأشياء الجاهزة والتي تأتي بأقل مجهود ممكن، والمُخل والمُحزن والمٌخزي اننا ما زلنا نبحث عن السبب، والسبب يا ترى هل كانت الدولة وراء كل ما يجري عند اشارات المرور ، أو امام المولات ، أو امام بيوت الله ، الدولة التي لا تبذل الكثير من أجل مُحاربة الهدر المدرسي ولا تعمل جاهدة على توفير فرص العمل من خلال جذب استثمارات لها عائد في الحد من الفقر والبطالة والجوع ، أو تحقيق تقدم تنموي في كل اتجاه فتدفع بالعاطلين عن العمل إلى البحث عن لقمة العيش بكل الطرق المُتاحة ، والغير مُتاحة والتي أسهلها التسول أو الاستجداء أم أن الآباء هم من يتحملون جزءا أكبر من المسؤولية عندما يعجزون عن تربية أبنائهم التربية الصالحة لتثنيهم عن فعل كل ما هو فاضح لِيجعلوا منهم أشخاصا مسؤولين وطموحين مُقبلين على الحياة وبشكل فاعل من أجل تحقيق أهداف نبيلة عوضاً عن الاستسلام لليأس واتباع أقصر الطرق وأقلها تكلفة من حيث الجهد والوقت.
ومن المؤلم حقاً ان التسول والاستجداء أصبح عادة بعض الاشخاص، فيما كل فينا يُساعدهم عندما يتعلق الأمر بالمُسنين وبذوي الاحتياجات الخاصة، رأفة بهم لان كل فينا يدرك جيداً أنه هناك نقص في المشاريع والقوانين الخاصة بحماية هذه الفئات وتمكينها من العمل والمُشاركة في التنمية المُستدامة خاصة ان المؤسسات الخاصة بهم غير كافية ، أو أنها لم تنضج بعد من اجل القيام بدورها على أحسن وجه، وحتى انعدام الوعي في المُجتمع يسُاهم في تفشي ظاهرة تسول ذوي الاحتياجات الخاصة والمُسنين، والاطفال فهناك بعض الأسر التي تستغل وضعيتهم ليؤثروا في قلوب كل من طلبوه ، أو استحلفوه بان يمنحهم اي حاجة .
التسول في ظل تحوله إلى مهنة اليوم اصبح وبدون شك فيه مهنة ، وهذه المهنة اخذت تدر مالاً بدون مهنة حيث السرعة والسهولة في تحصيل المال ، وما الشواهد التي تنشر يومياً عن اولئك الذين يتسولون في وضح النهار الا دليل على ان التسول تحول وبشكل واضح إلى مهنة ، وان كثير من الذين لا يقبلون باي عمل كريم سيتحولون الى هذه المهنة وبشكل طوعي ، أو غير طوعي من خلال توظيفهم من خلال من يقوموا بتوظيفهم وتوزيعهم عند كل اشارة مرورية ، أو امام المساجد والمولات وغيرها ، فيما أصبح عدد منهم يقوم بجولات على الاحياء والقرى والمدن ، وذلك حسب برنامج تسولي مدروس يُعد مُسبقا ، فيما يتم تغيره وتبديله بشكل اسبوعي .
اليوم نحن امام مُعضلة كبيرة تسيئ للوطن ، وتدل دلالة قاطعة على ان الوضع المُجتمعي والاجتماعي والاقتصادي للوطن اصبح لا يُطاق ومحل تساؤل كبير ، مفاده هل ان الوطن أصبح كله مُتسولين وشحادين ومُستحدين ، وان التنمية والنماء قد تم دفنها ، ام ان هناك من وراء هذه الظاهرة ، ومن يُديرها كمهنة ناعمة لا يمكن ان يكون نتاجها الا جمع المال والتنفع من خلال هولاء الفئة .

 











طباعة
  • المشاهدات: 4434
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-04-2023 12:22 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم