20-04-2023 09:09 AM
بقلم : فيصل تايه
ها نحن نعيش خواتيم شهر الخير والبركة .. فلم نكد نشعر برمضان وكأن شفافيته تُدنيه من النور .. وما بين الترحيب والتوديع قصّة حياة وأسرار وجود للإنسان الغريب العجيب .. الذي يملك جسماً صغيراً .. وفيه روح يزن الكون .. وتأمُّلاً يسع الكون .. ومسؤوليةً أبت السموات والأرض أن تتحمّلها.
ما أسرع أيامك يا رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل .. فيا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل .. نفوس العابدين .. وقلوب الراكعين الساجدين .. تحنّ وتئنّ .. فسبحان الله.. كنا ندعو منذ أيام : "اللهم بلغنا رمضان".. و منذ أيام قليلة .. هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ الشهر الفضيل "رمضان" .. فكم كان رمضان ضيف سريع الارتحال أتانا على عجل .. ليحصد الحسنات .. ويذهب السيئات .. فقد نبهنا الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله تعالى: ( أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ...) وما دام الأمر كذلك.. فالأحرى بالعبد أن يكون قد حقق الاستفادة القصوى من الأيام المباركة التي تعددت فيها أسباب المغفرة والعتق من النار.. فإذا كانت تلك بعض أسباب المغفرة والعتق من النار في رمضان .. فمن أراد النجاة عليه أن يحدد أهدافه بدقة في رمضان .. وأن يجتهد ليحقق ما يرضي الله عزّ وجل ويحاسب نفسه على كل خطأ اقترفته يداه .. بدلا من السير بلا هدف كبير يسعى إليه ..
.. شكراً رمضان .. قد فجرت وأحييت العديد من القلوب الميتة .. وأعدت العديد من التائهين إلى طريقهم السوي .. وعلمت الجميع دروساً عظيمة في العطاء والإحسان .. فكم هي الأرواح السخية التي تعلمت في مدرستك معاني البذل والسخاء فأعطت بدون حساب وأمطرت من حولها بالخير والحب .
الحظات الجميلة في حياة الإنسان كم هي سريعة .. رمضان بنوره وعبقه وروحانيته وصفائه يودعنا بعد ان تعلمنا في رحابه وزودنا من عطائه دروساً عظيمة في السمو الروحي والعطاء النفسي .. فقد تربت نفوسنا في أجوائه على الترفع وعدم الخوض في التفاهات وحب الأنا والهوى ..
نودعك أيها الشهر الكريم ومعانيك في نفوسنا باقية .. حتى نعيش هذه اللحظات معك مرة ثانية إن كتب الله لنا البقاء في هذه الحياة ..
والله ولي التوفيق
مع تحياتي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-04-2023 09:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |