سرايا - تحدث إيدن أوليري من منظمة الصحة العالمية، خلال مقابلة تلفزيونية ترجمها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، عن إمكانية القضاء على شلل الأطفال في عام 2023، وماذا يتطلب الوصول إلى هذا الموعد المستهدف.

وأشار إيدن أوليري خلال المقابلة التي أجرتها فسيمتا غوبتا إلى أي مدى وصلت جهود استئصال شلل الأطفال وما الذي يتطلبه الأمر للوصول إلى ذلك. أهلا.
السؤال الأول: مرحبا ايدن. هذه سنة حاسمة للغاية بالنسبة لجهود القضاء على شلل الأطفال، حيث سنحاول إيقاف جميع أنواع العدوى المتبقية على مستوى العالم. تحدث إلينا عما يتطلبه الأمر للوصول إلى ذلك.

الجواب: عام 2023 هو الموعد المستهدف لوقف انتقال شلل الأطفال المتبقي على مستوى العالم، ولدينا فرصة حقيقية للغاية لتحقيق النجاح في البلدين المتبقيين اللذين لا يزال يتوطن فيهما فيروس شلل الأطفال البري وهما باكستان وأفغانستان.
أصبح انتقال الفيروس مقيدًا جغرافيًا أكثر من أي وقت مضى. في باكستان على سبيل المثال، تتركز جميع الحالات الحديثة الآن في ثلاث مناطق فقط في مقاطعة واحدة تتكون من 170 منطقة في جميع أنحاء البلاد. والأهم من ذلك أن التنوع البيولوجي للفيروس حيث يستمر في الانكماش والانحدار، والذي يعني أنواع الفيروس المتميزة بشكل فردي، والتي لا تزال نشطة في البلاد. في عام 2020، تأثرت باكستان بـ 11 سلسلة فردية منفصلة ومتميزة للانتقال. تم تخفيض هذا إلى أربعة فقط في عام 2021، وإلى سلسلة واحدة في عام 2022. هذا يعني أنه يتم التخلص من خطوط الفيروس الفردية بنجاح، ونحن نشهد وضعًا مشابهًا جدًا في أفغانستان على الرغم من جميع التحديات الإنسانية هناك، و انخفاض فيروس شلل الأطفال إلى مستوى تاريخي، لذا فإن عام 2023 هو عامنا لتحقيق النجاح.

السؤال الثاني: ة هذه هي الذكرى الخامسة والسبعون لمنظمة الصحة العالمية. تحدث إلينا عن رحلة استئصال شلل الأطفال.

الجواب: الآن بعد أن وصلنا إلى الميل الأخير من هذا الجهد، من الواضح أن هذا العام مهم للغاية بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، ولكن بالنسبة لفيروس شلل الأطفال فهو موجود معنا منذ العصور المصرية القديمة. في وقت تشكيل منظمة الصحة العالمية لم يكن لدينا حتى لقاح ضد شلل الأطفال وكان مئات الآلاف من الأطفال معرضين للخطر وأصيبوا بالشلل في جميع أنحاء العالم نتيجة لهذا. خلال الخمسينيات من القرن الماضي، تم تطوير لقاح ضد شلل الأطفال وبدأت التطعيمات بشكل جدي في السبعينيات. أنشأت منظمة الصحة العالمية برنامج (EPIC ) الخاص بها بهدف تقديم اللقاحات بفعالية وكفاءة، لا سيما لمن هم في أمس الحاجة إليها وأكثرها إلحاحًا. في الثمانينيات، تم إنشاء مبادرة القضاء على شلل الأطفال العالمية التي جمعت شركاء رئيسيين: منظمة الصحة العالمية مع اليونيسف، ومنظمة الروتاري الدولية، ومركز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، ومؤخراً مع جافي. كل ذلك بهدف القضاء على هذا المرض. في ذلك الوقت كان هناك 365000 حالة في 125 دولة، واليوم لدينا عدد قليل من الحالات في دولتين فقط. قريب جدًا نحتاج حقًا إلى إنهاء المهمة.

السؤال الثالث: لقد نسي الناس في أجزاء كثيرة من العالم، أيدن، كم كان مرهقاً شلل الأطفال، وذلك أساسًا لأنهم لم يروا شلل الأطفال في الجزء الذي يعيشون فيه من العالم، ولكن كما نعلم، يظل الخطر قائمًا ما دام الفيروس باقياً في أي جزء من العالم، لذا تحدث إلينا حول ما يتطلبه الأمر للتخلص من هذا المرض للقضاء على شلل الأطفال مرة واحدة وإلى الأبد.

الجواب: كما هو الحال مع كوفيد، طالما لدينا انتقال شلل الأطفال في أي مكان، فمن المحتمل أن يكون كل مكان معرضًا للخطر. وقد رأينا هذا بطريقة حقيقية جدًا في عام 2022، عندما تلقينا تقارير عن اكتشافات في لندن ونيويورك. إذن ما الذي يتعين علينا القيام به لإنهاء العمل؟ نحن بحاجة إلى التركيز المطلق بلا هوادة على ما نعتبره أكثر المناطق الجغرافية أهمية.

وهذه سبع مناطق حول العالم حيث تحدث معظم الحالات الجديدة الآن. وهذه تشمل: شرق أفغانستان، والجزء الجنوبي من هيبربوب مقاطعة في باكستان، وجنوب وسط الصومال، وشمال اليمن، وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وشمال غرب نيجيريا، والمقاطعة وتلالها في شمال موزمبيق. تتأثر كل منطقة من هذه المناطق بمزيج من عدم إمكانية الوصول وانعدام الأمن ومجموعة من حالات الطوارئ الإنسانية المعقدة والممتدة. لا يقتصر العمل الذي نقوم به على تقديم قطرات شلل الأطفال للأطفال غير المحصنين بشكل كافٍ، ولكنه يعمل أيضًا مع شركاء آخرين للتأكد من أننا نقدم مجموعة أوسع من الخدمات والدعم لهذه المجتمعات، التي هي في أمس الحاجة إليها. نحن نعمل في نهاية المطاف في بعض من أصعب المناطق التي تفتقر إلى الخدمات في العالم، ونجاحنا هناك سيحدد ما إذا كنا سننتهي من العمل إلى الأبد أم لا.