30-04-2023 08:24 AM
سرايا - أعلن الجيش الصيني إرساله قطعا بحرية إلى جنوب شرق آسيا لإجراء مناورات في بحر الصين الجنوبي الجمعة، مع سنغافورة، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان الولايات المتحدة الأميركية إجراء مناورات في نفس المنطقة مع الفلبين.
أرسل الجيش الصيني سفينتين للمشاركة في تدريبات مشتركة مع البحرية السنغافورية والمشاركة في معرض إقليمي للأمن البحري.
وقالت وزارة الدفاع الصينية إن بحرية الجيش سترسل الفرقاطة يولين التابعة لها، بالإضافة إلى كاسحة الألغام تشيبي.
تأتي المناورات التي بدأت اول من امس الجمعة، وسط قلق متزايد من تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بسيادة كاملة عليه، بينما ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الصين ليس لها حق في ذلك.
وتتخذ سنغافورة موقفا محايدا تجاه الأزمة بين أميركا والصين وتنأى بنفسها دائما من الدخول في مثل هذه التجاذبات.
المناورات “رد طبيعي”
رجح خبراء تحدثوا، أن هذه المناورات رد طبيعي على المناورات التي أعلنت أميركا والفلبين إجراءها في نفس المنطقة.
يأتي موقف بكين الأكثر حزما في الوقت الذي وصلت فيه علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلفائها إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
خلال الفترة الأخيرة، سعت الصين إلى تحقيق نجاحات مع البلدان التي تميل تقليديا نحو الولايات المتحدة، وحققت نجاحات في هذا الملف في عدة بلدان بآسيا وأميركا الشمالية.
توتر بين الصين والفلبين
العلاقات بين الصين والفلبين تشوبها خلافات ضخمة بسبب بحر الصين الجنوبي، وبين البلدين نزاع على جزر يدعي كل منهما سيادته عليها.
تميل الفلبين للتحالف مع الولايات المتحدة والأخيرة تدعمها بالسلاح لصد التهديدات الصينية.
تقول الصين إنها كانت أول بلد يكتشف ويسمي جزر هذه المنطقة البحرية الشاسعة التي يمر عبرها اليوم جزء كبير من التجارة بين آسيا وسائر أنحاء العالم.
بالتالي، تطالب بجزء كبير من الجزر والشعاب المرجانية الموجودة هناك، لكن دولا مجاورة أخرى (الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي) لديها مطالب فيها وكل منها يسيطر على جزر عدة.
صدام محتمل
يقول الخبير في العلاقات الدولية جاسر مطر، إن دائرة الصراع في بحر الصين الجنوبي كبيرة ومعقدة، والبعض ينظر إليها أنها خاصة بتايوان فقط، وهذا غير صحيح.
أضاف مطر أن الصين ترى أحقيتها بالسيطرة على كل الجزر الموجودة في بحر الصين الجنوبي، لكن في الوقت ذاته ترى بعض الدول أن هذه الجزر تقع داخل حدودها المائية والجرف القاري لها، وهذا ما تنكره الصين.
أشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن نقطة الاشتعال ستكون تايوان، لكنها ستمتد بالتأكيد لكل شبر في بحر الصين الجنوبي.
أكد المتحدث ذاته أن الولايات المتحدة تستغل هذا النزاع في بحر الصين الجنوبي لصالحها وتدعم الدول التي يقع بينها وبين الصين خلاف عسكري حتى تمنع بكين من السيطرة بقوة السلاح على هذه المنطقة.
شدد على أنه يمكن الوصول لصيغة تفاهمية بين هذه الدول حول الجزر المتنازع عليها، لكن الولايات المتحدة تلعب دورا لعدم حدوث هذا لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية.
من جانبه، قال المختص في الشؤون الصينية جمال الرفاعي، إن الصين ترى أحقيتها كاملة في السيادة على بحر الصين الجنوبي كونها أول من استكشف الجزر هناك.
الرفاعي أضاف أن تداعيات اشتعال صراع هناك ستكون كارثية وخطيرة، ولن تقف عن حدود تايوان، لكنها ستمتد لكل نقطة في بحر الصين الجنوبي.
أشار المختص في الشؤون الصينية إلى أن الصين تتخذ سياسة الآن تعتمد على جذب الدول الحليفة لأميركا لها، وهذا جزء من الحرب الباردة غير المعلنة بين الفريقين.
أوضح أن أميركا لا ترغب في سيطرة الصين على البحر، وتعطي لبكين أفضلية في هذه المنطقة التي تمر منها نسبة كبيرة من التجارة العالمية.
المتحدث ذاته أكد أن المناورات المتبادلة بين الجانبين في البحر ليست إلا استعراض قوة بينهما، وقد تكون تدريبات على الدفاع والهجوم، وهذا أمر يثير القلق.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-04-2023 08:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |