30-04-2023 05:46 PM
بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
إن جسور العلاقة والثقة بين الجنرالين السودانيين كانت عميقة ووثيقة حتى أنها مكنتهم من الانقلاب على سيدهم البشير والإطاحة به ،واستمرت العلاقة بينهم بنفس الزخم على مدار سنوات للوقوف في وجه المكون المدني السوداني إلى أن نجح التطبيع الأسود في غزو السودان بواسطة المكون العسكري ،وبفعل التطبيع بدأت أوصال العلاقة بين الجنرالين تتمزق تدريجيا ،فما دخلت إسرائيل أرضا إلا وأهلكت زرعها وأفقرت شعبها ،وعندما تيقن الصهاينة من حتمية إنتقال السلطة للأحزاب السياسية السودانية قرروا السير نحو قطع شعرة معاوية بين الجنرالين بعد تيقنهم بأن بقاء الإثنين معا لا يسمح للآخر بتسلم مقاليد الحكم ،وبالتالي فإن مشروع التطبيع سيكون مهددا بالزوال مع تولي الأحزاب المدنية السودانية زمام السلطة ،لذلك سارعت إسرائيل وبالتعاون مع عملائها من المطبعين بتبادل الأدوار لقطع شعرة معاوية بين قادة العسكر وإجهاض أي مبادرة من شأنها إيقاف القتال وجلوس القائدين على طاولة المفاوضات لاستمرار القتال ،لكي يتمكن أحد الأطراف من حسم الموقف عسكريا والقضاء على الطرف الآخر ،وبالتالي تكون الفرصة متاحة لعسكرة النظام السوداني وضمان عدم إنتقال السلطة للمدنيين وتقديم الرئاسة السودانية لمن ينجح في حسم المعركة.
والغريب أن كل ذلك التآمر على السودان يحدث في ظل صمت عربي مطبق ونوم عميق للأحزاب السودانية قبل أن تستيقظ وتقبل بالواقع الذي خططت له إسرائيل ،فقد أثبت التاريخ أن إسرائيل دوما تسعى لإهلاك أي شعب يعيق تمددها.
وما يحزننا كعرب أن تكون أدوات وأسلحة إسناد الصهاينة عربية.
داعيا العلي القدير أن يحمي السودان من كيد الصهاينة ويقطع دابر من قطع شعرة معاوية بين الجنرالين.
العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-04-2023 05:46 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |