01-05-2023 08:44 AM
بقلم : سهير بشناق
في إحدى أوراقها المتعبة كتبت:
لا أعلم إلى الآن معنى السعادة التي تجعلني اتفهم الحياة واتقبلها بشكلها الجميل.. كل ما عشته من قبل كان سعادة لحظات وتمضي.. لأنه لا شيء يدوم وكأن عمري كله مجرد محطات عابرة لا شيء بها يبقى.
لم أتعب ذاتي بالبحث المطلق عن السعادة لأنها لم تكن أبدا مرتبطة بأشخاص إنما بلحظات لأني كنت دوما أعلم أن سعادة الأشخاص والآخرين متعبة.. ستجعلني أسيرة هم يتحكمون بسعادتي طالما أحببتهم بالقدر الذي لا أتقبل أيامي بدونهم.. فالسعادة كانت لي لحظات وتمضي.
لربما وحدها تلك الذكريات هي التي تمدني بالسعادة لأني أتذكر لحظاتها التي تمنيت ألا تمضي ولكنها لا تبقى تماما ككل الاشياء الجميلة التي تمر بنا كحلم عابر وتنتهي وكأنها لم تكن.
ذكريات الأمكنة والتفاصيل المرتبطة بمن أحببتهم.. ذكريات للحظات الصدق الحقيقية والبوح المطلق أمام من نحب.. ذكريات لملامح لا تغيب عن روحي وإن مضت ولن تعود... لربما تلك اللحظات هي السعادة التي لم تكتمل ولم تجعلني أفهم الحياة كما هي لأنها مضت ولم تكن سوى محطات تماما كأيامي.
هل كان الأمر كله يستحق تلك المعاناة بالبحث المطلق عن السعادة التي لا يمكنها أن تكتمل طالما أحيا بذكريات؟
هل كان الأمر يستحق شيء أقل من حياتي كلها؟
تلك السعادة التي تدوم ليست لي ولن تكون لإنسان في أعماقه ذكريات توجعه كلما مرت به وإن كانت في يوم ما سعادته للحظات.
لم تعد السعادة تعنيني كثيرا لأني امرأة اللحظات وما الحياة سوى بعض من ذكريات وملامح لأناس أحببناهم وأمكنة كلما مررنا بها أذاب الحنين جزءا من أرواحنا.
لم ترتبط سعادتي يوما ما بالآخرين إنما سعادتي في ذكريات. اليوم فقط أدركت أنها تسكنني. إنها السعادة التي لم تكتمل تماما ككل القصص الجميلة التي لا تشبه شيء سوى أحلام عابرة أجمل بكثير من واقع لا يعترف بالسعادة المكتملة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-05-2023 08:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |