01-05-2023 11:07 PM
سرايا - يمضي الاحتلال الإسرائيلي بتسارع لتهويد القدس المحتلة ومنع إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة، وذلك عبر الاستيلاء على أراض فلسطينية شاسعة لتنفيذ مشروع استيطاني عنصري في قلب المدينة لانتفاء تواصلها الديموغرافي كعاصمة الفلسطينيين القادمة، تمهيدا لمخطط بناء جدار فصل عنصري آخر حول المستوطنات الجاثمة فوق القدس، بالرغم من التنديد العربي والدولي الواسع
وعلى وقع هتافات شعبية غاضبة ضد جرائم الاحتلال أثناء تشييع جثمان شهيد فلسطيني ارتقى أمس؛ فإن حكومة الاحتلال اليمينية قررت تنفيذ مخطط استيطاني عنصري لشق طريق منفصل للفلسطينيين يربط شمال وجنوب الضفة الغربية في منطقة E1 بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس المحتلة، بدون الاقتراب من المستوطنات الجاثمة فوق أراضي الفلسطينيين
ويهدف الاحتلال بأن يربط الطريق الاستيطاني الجديد القدس المحتلة مع مستوطنة معاليه أدوميم الإسرائيلية الضخمة، والتوسع في إقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية داخلها، في إطار سياسة تهويد المدينة ومساعي ضمها للكيان المحتل
فيما سيعمل الطريق الاستيطاني على فصل قرية الخان الأحمر المقدسية عن عشرات التجمعات الفلسطينية البدوية المحيطة به، بوصفه طريق فصل عنصري مصمم لإغلاق منطقة شاسعة في قلب الضفة الغربية أمام الفلسطينيين، ما يعني ضم تلك المناطق للكيان المحتل
ويمر المشروع الاستيطاني المخطط له، وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية، من منطقة الزعيم، ويستمر حتى العيزرية، جنوب شرق القدس، بهدف فصل الفلسطينيين، الذين يتعين عليهم عبور مستوطنة غوش أدوميم الإسرائيلية، للوصول إلى الطريق 1، بعيدا عن المستوطنين المتطرفين، بوصفه جزءا من منع إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية
كما يمر الطريق جزئيا عبر مناطق (ب)، الخاضعة للسلطة الفلسطينية والتي لا يملك فيها الاحتلال سلطة تخطيط وبناء طرق استيطانية، فيما تدعي ما يسمى بلدية مستوطنة معاليه أدوميم أن الهدف منه فصل خطوط المواصلات بين الفلسطينيين والمستوطنين، وإبعاد السكان الفلسطينيين عن الطرق التي يستخدمها المتطرفون
وبالرغم من الانتقادات الدولية الشديدة، لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي دعت للامتناع عن تنفيذ أي مخططات بالمنطقة لأنها تعتبر جزء من قلب مخطط الدولة الفلسطينية المستقبلية، فإن سلطات الاحتلال تخطط لبناء جدار فصل عنصري جديد حول التجمع الاستيطاني غوش أدوميم المقام في مدينة القدس المحتلة
في غضون ذلك؛ شيعت جماهير الشعب الفلسطيني، أمس، جثمان الشهيد الفتى جبريل محمد اللدعة (17 عاما)، الذي ارتقى برصاصة قوات الاحتلال المباشرة بالرأس بعد اقتحامها مخيم عقبة جبر، بمدينة أريحا
وأعلنت حركة فتح في محافظة أريحا والأغوار، ومساجد مخيم عقبة جبر خلال التشييع الإضراب الشامل والعام لكافة مناحي الحياة في المدينة والمخيم تنديدا بجرائم الاحتلال المستمرة على أبناء الشعب الفلسطيني، آخرها إعدام الفتى جبريل اللدعة بدم بارد
وفي الأثناء؛ اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، واستمعوا إلى شرح حول الهيكل المزعوم
وعززت شرطة الاحتلال انتشارها داخل المسجد الأقصى وعند أبوابه، وتم التدقيق في البطاقات الشخصية والتضييق على المصلين، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيا ومكانيا
من جانبه، حمل رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة المسؤولية الكاملة عن جرائم الاغتيالات التي ينفذها جيش الاحتلال، والتي كان آخرها إعدام الفتى جبريل اللدعة من مخيم عقبة جبر أمس
وأضاف فتوح، في تصريح له أمس، أن تكرار عمليات القتل والاغتيالات، وحصار مدينة أريحا منذ أكثر من أسبوعين، وممارسة عمليات القتل في المناطق والمدن الفلسطينية كافة، تستدعي من المؤسسات الدولية والحقوقية التحقيق بالجرائم والانتهاكات، وفضح الاحتلال، وتقديم قادته إلى محاكم جرائم الحرب
وطالب فتوح المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية