بقلم : زكريا محمد إبراهيم الخطيب
لا شك بأن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية من وجه مشاركة العامة في ابداء الرأي ضمن صناعة القرار بما يكفل العدالة والخروج بالدولة المدنية ومؤسساتها إلى بر الأمان وقيادة دفة الانجاز والتنمية على أكمل وجه، يقول الله تعالى:( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (38) الشورى) وقد جاءت أحاديث نبوية عديدة تحث على النصيحة والمشاورة في الأمر، لكن مع زيادة أعداد السكان أصبح من الصعب المشاركة المباشرة للعامة في صناعة القرار لذلك جاءت إلينا الانتخابات النيابية لاختيار مندوبين عن هذا الشعب الكريم، والسؤال المطروح هنا هل هم فعلياً يمثلون الشعب بطريقة تملك رؤية فاعلة للتطور والانجاز أم أن كثيراً من هؤلاء المندوبين هم نتاج المحسوبية والمال الأسود والاختيار غير الموضوعي من بعض العامة أو من مقاطعة الانتخابات أصلاً؟ يقول آينشتاين: يستمد الزعماء والحكومات مكانتهم من الانتخابات التي تقوم بها الجماهير، إنهم لا يمثلون الفئة الاجتماعية المتفوقة أخلاقياً وفكرياً للبلاد.

إذا نظرنا إلى واقع خوض سباق الترشح النيابي فلا يخفى على أحد أن ذلك يحتاج الكثير من الأموال للقيام بالدعاية الانتخابية وإقامة اللقاءات بالناخبين وما يتخللها من نفقات تحجب الفقراء للمال الأغنياء بالرؤية الواقعية المعطاة عن خوض المعترك الانتخابي، ماذا لو فكرنا بالغاء كل هذه الشكليات واقتصرنا على موقع الكتروني في عصر التكنولوجيا والقرية الصغيرة يوفر كل البيانات عن المرشحين وتبث فيه اللقاءات المباشرة والمسجلة؛ ليغدو الناخب بعيداً عن وجود لافتات فقط وصور وأسماء تكسو الطرقات ولا تقدم أفكاراً وروئ بناءة تُسهل على الناخب اختيار من ينوبة في مجلس النواب وتحفزه على المشاركة الايجابية بالانتخابات.

إن هذا الموقع يجب أن يحتوي على:
1. الشهادات العلمية المصدقة لكل مرشح.
2. الخدمات المجتمعية والتطوعية في سيرته الذاتية مرفقة مع التوثيق المعتمد من الهيئة المستقلة للانتخاب.
3. اللقاءات والفيديوهات التي تلخص البرنامج الانتخابي بكل أبعاده وتتضمن الحلول المقدمة لمواجهة المشكلات التي تمر بها دولتنا كارتفاع المديونية الخارجية ونسب البطالة وضعف القطاع الصحي العام والارتقاء بمخرجات التعليم العام، لتكون تلك الحلول مقياس الرقابة على الحكومة وبوصلة للتشريع.

إن هذا الموقع الالكتروني يسهل على الناخبين الوصول لكل المرشحين خلال ساعات قليلة ليكون التنافس النظيف في المعترك الانتخابي يقوم فقط على قوة الكلمة والوعد الواقعي صاحب المنهجية السليمة والخطة بعيدة النظر، ولا يقوم فقط على القوة المالية للحملة الانتخابية وعلى اعتبارات أخرى، لنترقي نحن بسواعد شبابنا وخبرة شيابنا تحت ظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة نحو المسقبل الزاهر لبلدنا الحبيب ولذلك أخط كلماتي في وقت مبكر عن موعد الانتخابات القادمة والله الموفق.