سرايا - الثقوب السوداء.. وحوش كونية داكنة اللون عظيمة الجاذبية تبتلع كل ما يصادفها في الفضاء، حتى الضوء لا يستطيع الإفلات منها، لكن لا تتساوى هذه الوحوش بأحجامها، فبعضها ضخم لدرجة أن حجمه يساوي قرابة 100 مليار شمس.. في هذا التقرير سنحدثكم عن طبيعة الثقوب السوداء، وعن أكبر 5 ثقوب تم اكتشافها حتى الآن.

ما هي الثقوب السوداء؟
ببساطة شديدة الثقب الأسود هو عبارة عن نجم ميت.

كي نفهم أكثر كيفية تشكل الثقب الأسود ينبغي علينا تتبع دورة حياة النجوم من البداية، وسأشرح لكم الأمر هنا بشكل مبسط:

تحدث تفاعلات نووية داخل النجوم؛ ما يجعلها متوهجة ونابضة بالحياة، ويعتبر الهيدروجين وقوداً لهذه التفاعلات، فاحتراقه يضمن توهج النجم من جهة، ويمنع انهيار النجم تحت تأثير جاذبيته من جهة أخرى.

لكن من المؤسف أن هذا الهيدروجين لا يدوم إلى الأبد -مع أنه يستمر في الاحتراق لملايين أو مليارات السنين- وعندما ينفد الهيدروجين أخيراً يبدأ النجم بالانهيار تحت تأثير قوة جاذبيته نفسها.. بمعنى آخر يأكل النجم نفسه تحت تأثير جاذبيته، ثم.. يموت.

عند موت النجوم قد تتحول إلى واحد من ثلاثة أشكال مختلفة، تبعاً لكتلتها:

1. إذا كانت كتلة النجم صغيرة، ستتحول إلى ما يسمى "القزم الأبيض" عندما تموت، والقزم الأبيض هو نجم ذو سطوع خافت وحجم صغير -تقريباً بحجم كوكب الزهرة- أطلق عليه اسم قزم؛ لأن حجمه صغير جداً مقارنة بأحجام النجوم.

2. وإذا كانت كتلة النجم متوسطة، ستتحول إلى ما يسمى بـ"النجم النيوتروني"، وهو جرم سماوي ذو قطر متوسط يُقدر بحوالي 20 كم وكتلته تتراوح ما بين 1,44 و3 كتل شمسية.

3. أما إذا كان النجم عملاقاً ذا كتلة كبيرة، فإنه يتحول إلى ثقب أسود عند موته.

والثقب الأسود هو منطقة في الفضاء ذات كثافة مهولة (أي تحوي كتلة بالغة الكبر بالنسبة لحجمها) تفوق غالباً مليون كتلة شمسية.

وإضافة إلى كثافته الشديدة يتمتع الثقب الأسود بجاذبيته العالية أيضاً، حيث له القدرة على ابتلاع كل المواد المحيطة به، والجاذبية عظيمة لدرجة أنه حتى الضوء لا يستطيع الإفلات منها، ولهذا تسمى ثقباً أسودَ.


الثقب الأسود في عنقود العنقاء
يُعتبر الثقب الأسود الموجود في مجموعة مجرات عنقود العنقاء أكبر ثقب أسود اكتشفه العلماء حتى اليوم. ويقع الثقب الأسود نفسه في المجرة المركزية بتلك المجموعة. ولا نعرف الكتلة المحددة لذلك الثقب الأسود، لكن التقديرات تشير إلى أن كتلته تساوي نحو 100 مليار شمس، وفقاً لما ورد في موقع World Atlas الكندي.

ويُعَدُّ هذا الثقب الأسود أضخم من بعض المجرات الضخمة، وتساوي كتلته أكثر من 24,000 ضعف كتلة الثقب الأسود الفائق الموجود في مركز مجرة درب التبانة. بينما يُقدّر قطر هذا الثقب الأسود بنحو 590.5 مليار كيلومتر؛ ما يجعله أطول من المسافة بين الشمس وبلوتو بأكثر من 100 ضعف.

تي أو إن 618
تي أو إن 618 هو ثقب أسود فائق يقع على بعد نحو 10 مليارات سنة ضوئية. ويتمتع هذا الثقب الأسود بكتلةٍ تساوي 66 مليار شمس؛ ما يجعله أحد أضخم الثقوب السوداء المُكتشفة في عالمنا على الإطلاق.

وتم رصد تي أو إن 618 للمرة عام 1957، لكن العلماء لم تكن لديهم فكرة عن ماهيته أول الأمر. ويُنتج تي أو إن 618 حالياً ما يُعرف باسم النجم الزائف، وهو عبارة عن حزمٍ ضخمة من الإشعاعات عالية الطاقة التي تنبعث من الثقوب السوداء الفائقة. وكان وجود النجوم الزائفة معروفاً قبل عام 1963. ولهذا لم يدرك العلماء أن تي أو إن 618 كان عبارةً عن ثقب أسود فائق عند اكتشافه للمرة الأولى. ويُعَدُّ هذا النجم الزائف نفسه من ألمع الأجسام المعروفة في الكون، لأنه أكثر سطوعاً من الشمس بما يزيد على 140 تريليون ضعف. كما أن هذا النجم الزائف ساطع للغاية لدرجة أن العلماء لا يستطيعون مراقبة المجرة التي تضم الثقب الأسود تي أو إن 618.

هولمبيرغ 15 إيه
هولمبيرغ 15 إيه هي مجرة إهليلجية ضخمة تبعد عنا 700 مليون سنة ضوئية تقريباً. ويحتوي مركز المجرة على واحدة من أضخم الثقوب السوداء المكتشفة على الإطلاق، بكتلةٍ تساوي 40 ضعف كتلة الشمس. ويؤمن العلماء بأن الثقب الأسود الموجود في قلب هولمبيرغ 15 إيه قد كبر ليبلغ حجمه الحالي بعد الاندماج مع أعداد لا تحصى من الثقوب السوداء الأخرى، مما سمح له بزيادة كتلته مع الوقت.

آي سى 1101
آي سى 1101 هي مجرة إهليلجية عملاقة وأكبر المجرات المعروفة في الكون. ويحتوي مركزها على واحدة من أضخم الثقوب السوداء المكتشفة على الإطلاق. وتتمتع المجرة نفسها بقطر يصل إلى 6 ملايين سنة ضوئية، وتبعد عنا 1.1 مليار سنة ضوئية. وتُقدّر كتلة الثقب الأسود المركزي في تلك المجرة بنحو 40 مليار شمس، ويُنتج حالياً كميات مهولة من الإشعاع عالي الطاقة الذي يخرج من الثقب الأسود في صورة حزم من الضوء.

إس5 0014 + 81
إس5 0014 + 81 هو ثقب أسود فائق له كتلة تساوي نحو 40 مليار شمس. وعلاوةً على كونه من أضخم الثقوب السوداء المعروفة، فهو يتميز بنجمٍ زائف له سطوع يساوي 300 تريليون شمس، مما يجعله أحد أكثر الأجسام المعروفة سطوعاً في الكون. ويُعَدُّ أكثر سطوعاً من مجرتنا بالكامل بمقدار يصل إلى 25,000 ضعف. كما يتمتع إس5 0014 + 81 بقطر يبلغ 240 مليار كيلومتر، مما يجعله أكبر من مدار بلوتو بـ40 ضعفاً. ويُعتبر إس5 0014 + 81 من أقدم الثقوب السوداء المكتشفة، حيث تشكَّل بعد الانفجار العظيم بأقل من ملياري سنة، مما يشير إلى أن الثقوب السوداء الفائقة لعبت دوراً مهماً في تكوين وتطوير المجرات المبكرة.

• إقرأ أيضاً : قتيلة و5 إصابات بإطلاق نار في حفلة منزلية في كاليفورنيا
• إقرأ أيضاً : وفاة طفلة عراقية تناولت 3 عبوات من مشروبات الطاقة والصحة تحقق
• إقرأ أيضاً : تقرير يكشف معاناة 258 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي