بقلم : سهير بشناق
نحتاج في الحياة لأن نشعر بالحب وألا نكتفي بالاعترافات المسبقة التي تاتينا مرة واحدة بالعمر من قبل الذين نحبهم..

الحب تماما كاشياء كثيرة بالحياة يتقد مرات وينطفئ مرات آخرى لعدم قدرته على البقاء كما كان «بالبدايات» ونحن فقط نطفئه..

في بدايات العلاقات الانسانية والعاطفية نمنح من الحب الكثير وكأننا نحاول اثبات للآخرين بوجودنا وكي لا تنبض قلوبهم لغيرنا بذات الطريقة... فالحب اختلاف ونوع آخر من «انانية» قد لا نعترف بها لكنها تحيا بنا اتجاه من نحب..

ولان تلك البدايات تمضي نتوقف عن التعبير عن مشاعرنا وننسى حقا كيف نحب وكم يحتاج الاخرين ونحن لجرعات من الحب تاتي «بكلمات» تنعش قلوبنا... فليست فقط المواقف هي التي نحتاجها لنشعر بالحب ونحيا به.. فالحب اختلاف عن كل ما اعتدنا عليه بالحياة ولا يشبه شيء...

مساحات كبيره تحيا باعماقنا تبعدنا عمن نحب لاننا لم نعد نراهم كما كانوا ولم يعد هم قادرين على فتح نوافذ قلوبهم لنا.. من جديد.. الحب والمشاعر ليست مضمونه لا شيء بالحياة يستمر دونما اهتمام.. وقلوبنا مهما امتد العمر بها لا تزال بحاجه لحب مختلف يبقي دوما قادرا على منحنا الشعور بالطمأنينة ودفء العمر محملا باهتمام الروح ونبض الايام.

لا شيء بهذه الحياة ثابت كلنا نتغير ومشاعرنا ايضا تتغير وتذبل كلما ابتعدنا عن احياءها من جديد ومنحناها فرصة أن تبقي... لا تنطفئ بأعماقنا لأنها تستحق أن تبقى مصدر فرح ومرفأ آمان لقسوة الحياة..

وذاك البقاء لا يكون إلا بقدرتنا على التعبير لمن نحبهم بالحب... وأن ندرك ان خساراتهم لا تاتي دفعة واحدة بل على مراحل نحن لا نشعر بها في كل مره لا نهتم.. وكل مره لا نراهم كما يحتاجون... ونعتقد دوما بانهم لن يتغيرون ولن يرحلون لانهم بنا مقيدون...

الحب يتغير.. وينطفئ.. نحن فقط نقرر كيف يمكنه أن يستمر بأجمل صورة وباختلافات لا حدود لها تمنحنا حقا شغف الأيام وتجدد فينا ما تغتاله محطات العمر وذاك هو الحب..