10-05-2023 09:18 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
الهناء الذاتي (subjective well-being) أو الرضا عن الحياة (life satisfaction) أو السعادة (happiness) اختلفت المسميات واتفق المعنى بالشعور بالسعادة والرضا الداخلي متضمنًا الجوانب الوجدانية والمعرفية وتقدير الذات والتعاطف والتسامح مع الذات والأمل، والتي تأتي من رغبة الفرد الذاتية النابعة من نفسه وداخله وقراره وتنعكس على إحساسه بمتعة ما ينجز، دون الحاجة إلى تدخل من الخارج، فمهما كانت سبل الحياة والرفاهية متاحة لن يشعر بلذتها إلا عند ترابط الفرد مع الحياة ووضوح أهدافه وايمانه بإنجازه وأثره ودوره في الحياة، فالف?د إن لم يؤمن بنفسه أولاً ويرضا عن ذاته لن يتمكن من العيش بسعادة، إذ أن الهناء الذاتي ينعكس على كافة جوانب الحياة؛ الصحة النفسية والجسدية، وبناء العلاقات الاجتماعية الإيجابية، وتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.
إن أحد أهم عوامل النجاح والرضا والسعادة في الحياة هو الهناء الذاتي، إذ يمكن الفرد من تحقيق أهدافه وطموحاته وآماله بشكل أكبر وأكثر فاعلية عندما يشعر بالرضا والهناء الذاتي. وتعتمد مبادئ الهناء الذاتي على التركيز على الجوانب الإيجابية المشرقة في الحياة، وتحقيق الأهداف الشخصية، وتطوير المهارات والقدرات الذاتية، والتعامل بشكل إيجابي مع التحديات والصعاب. ويمكن تحقيق هذه المبادئ عن طريق التفكير الإيجابي والتفاؤل، والتركيز على الأهداف والأولويات، وتطوير المهارات والقدرات من خلال التعلم والتدريب، والتعامل بشكل إيجا?ي مع التحديات والصعوبات وتحسين جودة الحياة والصحة النفسية، وزيادة الإنتاجية والإبداعية في العمل، وتحسين العلاقات الاجتماعية والعائلية فكما قال النبي مصطفى صلى الله عليه وسلم قال: (من رضي فله الرضا)، وأسأل الله لي ولك عزيزي القارئ الرضا والهناء في الدارين، وأقدم لك عشر خطوات عملية لتحقيق الهناء الذاتي في يومك: أولاً: التفكير الإيجابي: يجب أن نبدأ يومنا بتفكير إيجابي محفز ومشجع ونحدد الأهداف الأساسية والتركيز على تحقيقها «انوي الخير ما دمت أنت بخير». ثانيًا: ممارسة التمارين الرياضية: احرص على ممارسة التمارين?الرياضية بشكل منتظم لتحسين صحتك الجسدية والنفسية، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز. ثالثًا: العناية بالصحة النفسية: لا بد من تخصيص وقت للعناية بالصحة النفسية، مثل القراءة، أو الكتابة، أو الرسم، أو ممارسة الأنشطة التي تساعد على تخفيف التوتر والضغوط، مهما كانت ضغوطات الحياة، لا بد من تخصيص وقت للاسترخاء والراحة. رابعًا: تحسين المهارات والقدرات: يجب على الفرد تحديد المهارات والقدرات التي يرغب في تطويرها والعمل على تحسينها، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. خامسًا: التعامل بشكل إيجابي ?ع التحديات: بالتأكيد لا نعيش حياة وردية أو مثالية، ولكن كيف نواجه ضنك الحياة وتحدياتها وصعوباتها بشكل إيجابي؟ كيف نتخطاها بأقل الخسائر النفسية؟ استحضرني حديث النبي عليه السلام: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)، مهما كانت الأزمة حاول تجاوزها بإيجابية. سادسًا: الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية: من خلال بناء علاقات اجتماعية واقعية إيجابية والاهتمام بها لتحسين جودة الحياة، وهذا ما أكد عليه ديننا الحنيف؛ دين الكمال وال?مال والإحسان، جاء بشرائع في غاية الجودة والإتقان؛ لتنظيم الحياة الاجتماعية، وتنظيم الروابط الإنسانية، في التعاون وقضاء الحاجات وتفريج الكربات (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ). سابعًا: تحقيق الأهداف الشخصية: كُن منظمًا ومحددًا ومصممًا على تحقيق أهدافك الشخصية والعمل، ابتعد عن العشوائية والارتجالية والتسويف وتأجيل المهام، أنجز عملك حتى تطمئن. ثامنًا: الإيجابية في التفاعل مع الآخرين: انثر السعادة من حولك، ابتسم، وتبادل الإيجابية والتفاؤل مع من حولك. تاسعًا: الإبداع والتطوير المستمر: حفز نفسك على الإبداع والتطوير ?لمستمر، آمن بأفكارك وآمالك، حقق أهدافك. عاشرًا: الإيجابية في التفكير: غيّر نظرتك للأمور، وفكّر بإيجابية وركز على الجانب الممتلئ والمشرق والجاذب، اصنع يومك من بنات أفكارك المحفزة التي تحسن مزاجك وترفع روحك المعنوية، وتبث السعادة لقلبك.
ختامًا، ابحث عن الهناء الذاتي في الأشياء الصغيرة والبسيطة التي تسعدك وتحقق التقدير لذاتك والنجاح في حياتك والإيجابية ليومك، كُن جميلاً ترى الكون جميلاً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-05-2023 09:18 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |