حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3901

عجلون الأردنية: مدينة الجبل والوادي والزيتون والكنائس والقلعة

عجلون الأردنية: مدينة الجبل والوادي والزيتون والكنائس والقلعة

عجلون الأردنية: مدينة الجبل والوادي والزيتون والكنائس والقلعة

14-05-2023 09:48 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - لا يتعلق الأمر فقط بكون مدينة عجلون الأردنية الجبلية الساحرة همزة وصل جغرافية على طريق التجارة والتنقل بين البحر المتوسط والجزيرة العربية فقط بقدر ما يتعلق أيضا بالمكانة التي تتمتع بها جبال هذه المدينة المدهشة في تركيبة أشجارها وتربتها وطبيعتها وأيضا سفوحها ومراعيها الجبلية.

عجلون هي «سويسرا الشرق» هذا ما يقوله حكيم أسمر، المرشد السياحي الذي يحرص كلما رافق وفدا أجنبيا أن يصطحب الزوار إلى جبال مدينة عجلون حيث يمكن التمتع بوجبتين على رأي أسمر بنفس الرحلة البرية.

الوجبة الأولى هي مشاهدة قلعة عجلون الأثرية الضخمة صاحبة البصمة والتاريخ في فنون القتال والتحصينات، أما الوجبة الثانية فهي لفت نظر الأجانب السياح إلى وجود «نسخة من جبال فرنسا وسويسرا» مع هواء عليل شمالي الأردن.

يصر الدليل السياحي أسمر على أن عجلون فيها تلك الرسالة بالتأكيد، حيث لا يمكنك الشعور بلهيب الصيف وتواجه لسعة البرد القارص شتاء وسط تراكم الثلوج في الغابات.

حصن دفاعي عسكري

عجلون هي حلقة وصل بين بلاد الشام وساحل المتوسط وبين أرض الفرات والنيل والجزيرة العربية وهي المدينة التي أجبرت طبيعتها صلاح الدين الأيوبي على بناء حصن دفاعي عسكري فيها.

لذلك اهتم المؤرخون العظماء والرحالة بها بوضوح وأول من أدرك أهمية الموقع والمدينة المطلة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي حين أمر أحد قادته عز الدين أسامة ببناء القلعة «قلعة عجلون» على قمة جبل عوف والتي ترتفع 1023 مترا عن سطح البحر في عام 580هـ – 1184م.

والقلعة كما جاء في دورية الآثار الأردنية بنيت بأمر سياسي ولأسباب عسكرية إستراتيجية.

لكن هذا الخليط من منافع القلعة عزز القيمة الإستراتيجية لمحافظة عجلون حيث قلعتها واحدة من أهم المعالم السياحية المتعددة وتمتاز المدينة بـ250 موقعا سياحيا تتنوع ما بين سياحة دينية، وتاريخية وزراعية.

ويشر دليل وكتيب الآثار على أن منطقة عجلون احتضنت طائفة كبيرة من الأدباء والشعراء والعلماء، فكانت مدينة الأديبة عائشة الباعونية والعالم إسماعيل العجلوني. وقد وصفها الرحالة ابن بطوطة بالمدينة الحسنة لدرجة أن الرحالة أفرد لها وصفاً بديعاً حيث وصف أوديتها الجود والجنان وحوانيتها وأسواقها العامرة وقلعتها الشامخة وأشجارها.
يقول معتصم المومني أحد أبناء قرى عجلون إن زيارة مدينته لا تعني فقط متعة سياحية سواء بالقلعة أو عبر النسيم العليل، بل الاستمتاع أيضا ببعض الأطباق المحلية من الوجبات القروية المتميزة الموجودة في تلك المنطقة حصرا بما فيه حلويات خاصة جدا بالعجين على الطريقة التركية.

في محمية عجلون السياحية، يشرح المومني- وبالتعاون مع الجمعيات المهتمة بالبيئة «يمكنك قضاء ليلتين أو ليلة في الغابة الوادعة للإمضاء على معنى الاسترخاء والهدوء والطمأنينة بدون كهرباء واتصالات مع إفطار وعشاء من منتجات الأرض الفلاحية بدون لحوم من أي صنف».

عهد الحكم العثماني

عجلون احتلت مركزاً هاماً في عهد الحكم العثماني حيث شكل قضاء عجلون المنطقة المحصورة بين نهر اليرموك شمالاً ونهر الزرقاء جنوباً ونهر الأردن غرباً إلى وادي الشلالة شرقاً وبعدها أصبح لواء تابعا لولاية الشام ويضم أجزاء شرقي الأردن بمفهومه السياسي الحالي ثم أصبح سنجقاً عام 1517 ويتبع له إداريا البلقاء والكرك.

ويقول الوصف الإرشادي في عام 1921 تولى الأمير عبد الله إمارة شرق الأردن وانتهى عهد الحكومات المحلية وتم تغيير اسم السنجق إلى متصرفية لواء عجلون في عام 1927 حيث تم تحديد مدينة إربد مركزاً له، وفي أوائل الستينات من القرن الماضي أصبح اسم المتصرفية «لواء إربد» حتى العام 1966 حين سميت باسمها الحالي محافظة إربد، ومركزها مدينة إربد وتم بعدها استحداث مديرية قضاء عجلون.

يدلل ذلك على الأهمية السياسية طوال عقود لمدينة عجلون التي تتوسط الطرق ما بين عمان العاصمة وشمالي البلاد وتعتبر حلقة الوصل بين الشام وساحل البحر الأبيض المتوسط ومنطقة إستراتيجية بين أرض الفرات وأرض النيل خلافا لأن القلعة تشرف على المعابر الرئيسة وأهمها: وادي كفرنجة ووادي راجب ووادي الريان ويعتبر موقعها إستراتيجيا لأنها تسيطر على طرق المواصلات بين سوريا والجنوب.

وقدر المؤرخ العسكري أحمد خواص مبكرا في مؤلفاته بأن طبيعة عجلون كانت تثير امكانيات التخطيط العسكري وتغري قادة الحملات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

عجلون تتميز بتضاريسها الفريدة أيضا حيث طبوغرافيا متفاوتة الارتفاع وقرى وسط الجبال ومخزون ضخم من الأشجار الحرجية والغابات وحيث الطقس المعتدل صيفا والبارد في الشتاء خلافا للعديد من المواقع الأثرية والتاريخية.

على الطريقة السويسرية

وقد تكون عجلون حسب أسمر، المدينة الوحيدة في الأردن التي تجمع ما بين الجبال الشاهقة والوديان المنخفضة والأودية ما جعلها أيضا تزخر بالينابيع والسيول الجارية ومناخها المعتدل جعلها مقصدا للسياح العرب الباحثين عن السكينة والصمت والهدوء مع صيف رطب وفي الشتاء تكتسي الجبال بالثلوج تماما على الطريقة السويسرية.
عدد السكان يقارب 200 ألف نسمة وتقع محافظة عجلون في الركن الشمالي الغربي من العاصمة الأردنية عمان وعلى بعد 76 كم حيث يحدها من الشمال والغرب محافظة إربد منطقة غور الأردن، والتي تبعد 32 كم ومن الشرق محافظة جرش وتبعد 25 كم ومن الجنوب محافظة البلقاء وتبعد 72 كم.

وفي الصيف تحديدا يمكن للزائر الاندماج مع التراث الفني الشعبي أو تراثيات الأعراس والأفراح وسط مناخ ترحيبي بالضيوف وسط القرى حيث تستمر الاحتفالات عدة أيام وتقام الولائم وحلقات رقصة الدبكة العجلونية المتميزة مع موسيقى القرى الصاخبة، وحيث يتعرف الزائر على التراث الشعبي كالأزياء والأدوات القديمة وعدة الفارس، فاللباس الشعبي يكمن بلباس النساء بالثوب الأسود الطويل المصنوع من الحرير أو المخمل ومنها ما هو مزين بالتطريز اليدوي الملون. كما تضع الفتاة المنديل بينما تضع النساء العصبة، أما لباس الرجال فيتميز بالثوب أو القمباز والعباءة وعلى رؤوسهم الحطة أو الشماغ والعقال، ومن صفاتهم: الجود والكرم العربي الأصيل وإكرام الضيف واحترامه والتمسك بالعادات والتقاليد النبيلة.

عجلون أيضا مدينة الزيتون، وأشجار الزيتون فيها لا تقل شهرة عالميا عن قلعة صلاح الدين والسبب وجود أشجار زيتون رومية معمرة وقديمة وغزيرة الإنتاج ومروية من مياه المطر، والزيتون موجود من أيام الاحتلال الروماني ويعتبر حسب دائرة الإحصاءات مصدر الدخل الثاني لأهالي قرى المحافظة فيما الخريطة الزراعية تمتلئ أيضاً باللوزيات والكرمة (العنب) والتين والتفاح، وكذلك الأشجار الحرجية: مثل أشجار اللزاب، أشجار السنديان، الأرز، الملول، القيقب، البطم، الزعرور، الخروب وغيرها الكثير.

وتتميز محافظة عجلون ذات الأشجار الكثيفة والمتعددة والمتنوعة بالثروة الحرجية حيث تبلغ المساحة الكلية للمناطق الحرجية 142.257 دونم.

ثمة تنوع حيواني أيضا في المدينة ووسط حقولها وفي محيط قلعتها خصوصا مع وجود أصناف شرقية نادرة من الطيور والعصافير غير المهاجرة من بينها الصقور والنسور والبوم إضافة إلى الثعالب والثروة الحيوانية الطبيعية التي يعتمد عليها في الزراعة والأمن الغذائي ومن ميزاتها تنوع الحياة الطبيعية والبرية فيها، فهناك العديد من الحيوانات والطيور التي تعيش ضمن غابات عجلون، كما أن هناك العديد من النباتات والأزهار والأشجار التي لا تجدها إلا في هذه الجبال.

الفاتيكان قرر عام 2000 وعند زيارة البابا لعمان اعتماد عجلون للحج المسيحي العالمي بسبب وجود مواقع مسيحية تاريخية مهمة فيها أيضا مثل كنيسة سيدة الجبل وكنيسة مار إلياس.











طباعة
  • المشاهدات: 3901
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-05-2023 09:48 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم