بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
لعل من أهم اسباب انتشار التعليم الخاص في كل الاقطار العربية ومنها بوجه خاص الأردن ، هو عدم إعطاء التعليم الحكومي الاهتمام والادارة والانفاق اللازم الكافي ، مما أدى إلى تراجع مستوى التعليم وبالتالي الطلبة بشكل عام، مما أدى بطبقة التجار ، ان يبحثوا في استغلال هذا النشاط الاجتماعي الضروري، من ناحية تجارية، وقد قرأ الناشطون من التجار فسيفساء الخارطة التعليمة ووقفوا على اهم بنودها وحيثياتها وأولويات نجاحها، فكان لهم ما ارادوا، بعد ان بنوا وانشؤا مبانٍ بشروط تختلف عما هو سائد في مدارس الحكومة ، وعملوا على استقطاب أمهر وأشهر المدرسين واغروهم برواتب وامتيازات لم يكونوا يحلمون بها، واقاموا ايضا مرافق للنشاطات الترفيهية، واختصروا عدد طلاب الصف الواحد إلى النصف، وزودوا الصفوف بالتدفئة شتاءاً والتبريد صيفا، ووفروا المواصلات المريحة للطالب من البيت للمدرسة وبالعكس
فأصبح الطالب الذي انتقل من الحكومة للخاصة يشعر انه *في عالم آخر، وإن ذلك قد اُلتزمت *به
* إدارة وأصحاب المدارس الخاصة وهم في النهاية (تجار) ينظرون الى هذا النشاط التعليمي التربوي نظرة ربح في النهاية، وما يعود عليهم نهاية العام من أرباح تثلج صدورهم، لكن الذي يراقب إدارة وسياسات هذه المدارس يشعر انهم يستغلون رغبة إباء الطلاب المترفين في أن يتخرج ابناؤهم في التوجيهي بمعدل ممتاز ليلتحق بجامعة وتخصص نادر وان يكون هذا التخصص مطلوب في سوق العمل، فيبتدعون أساليب لتسويق مدارسهم، منها تعيين المعلمين الاكفياء، ويقومون بإعطاء منح للطلبة المتفوقين، وينشرون في نهاية العام اسماء هؤلاء الأوائل لدى مدارسهم، ليكون ذلك طعم وحافز للأهالي الَمقتدرين، الذين يبحثون عن هذا النوع من المدارس، وهم في النهاية يطبقون ويتعاملون مع سياسة العرض والطلب، في إدارة مدارسهم، فكلما زاد الطلب عليهم ، رفعوا *الأسعار بشكل غير منطقي ومستغرب، فأصبحت هذه المداس أغلى من الجامعات، ووزارة التعليم والتعليم العالي لا تلقي بالا لارتفاع الاقساط الجنوني الذي بالفعل يتجاوز رسوم الجامعات، ومع ذلك قبل أيام وافقت الجهة المعنية في وزارة التربية على زيادة رسوم عدد من اقساط بعض المدارس، وإننا في هذا المقام نطلب من وزارة التربية التعليم إعطاء الرعاية التامة والاهتمام الكافي من ناحية
الاقساط السنوية بشكل يحقق مصلحة أهالي الطلاب المادية، ومصالح أصحاب المدارس من حيث قيمة الرسوم والاقساط السنوية *إضافة للعمل على إصلاح ما تعطل ولا زال من جسم البناء التعليمي المادي والانساني، والعمل على تفعيل وتأسيس المعلم لتكون عنده ألمقدرة على انشاء جيل يسهم في تطوير البلاد والعباد