17-05-2023 11:18 AM
سرايا - حلا عماد - كشفَ أخصائي الطب النفسي الدكتور عبدالله ابوعدس عن الدوافع النفسية وراء إقدام البعض على فكرة الانتحار، ولعل أولها فشل منظومة الدفاعات النفسية عند الفرد وشعوره بالغربة عن ذاته ومجتمعه ، فتصبح لدية رغبة الفناء أعلى من البقاء ، ثانيًا الاضطرابات النفسية كالاكتئاب وتعاطي المؤثرات العقلية مثل الكحول والمخدرات ، ثالثًا تعرض الفرد للعنف الأسري أو للضغوطات الاقتصادية ، بالإضافة الى حالة التسارع المفرط للعصر الذي نعيشه والتي تسببت بفجوة بين الأفراد ومجتمعاتهم مما يجعلهم يتصرفون بعدوانية اتجاه ذاتهم .
وأضاف أبو عدس أنَّ 850 الف حالة سنويًا بالعالم تقضي بالانتحار بطرق مختلفة ، والسؤال هنا لماذا يُقدِم الأردنيون على الانتحار من جسر عبدون دون غيره ؟
أوضح أبو عدس أنَّ جسر عبدون يعتبر من أكثر الأماكن المرورية في الأردن ازدحامًا وارتفاعًا ، حيث أنَّ المقبل على الانتحار يضمن لفت الانتباه اليه بسرعة كبيرة نظرًا لوجود شريحة كبيرة من الناس والأجهزة الأمنية، بالإضافة الى الرقابة الشديدة على الجسر من خلال كاميرات المراقبة .
وبيَّنَ أنَّ جسر عبدون أصبحَ مقصدًا كلاسيكيا لمن يريد إنهاء حياته، ولكن من الناحية العلمية من يريد الانتحار الفعلي يحاول إحاطة تجربته بالسرية التامة حتى لا يتم إنقاذه ، وهذا يعني أن الجسر أصبح وسيلة لمن يريد تقليد من سبقه سواء للفت الانتباه أو للانتحار الفعلي .
وأضافَ أبو عدس أن الجسر يراعي معايير السلامة العالمية و لكنَّه غير محصن من الأطراف ، لذا وجب وضع سياج شبكي بطريقة هندسية فنية جميلة على حوافه لمنع هذه المحاولات ، وتركيب وسائل حماية أسفل الجسر لتقليل ارتفاعه وهذا هو الحل الأسرع ، بالإضافة الى وضع أجهزة استشعار على مدخل الجسر لكل من يخرق مسافة الأمان .
وأردف أن الحل الأشمل والأمثل لهذه الظاهرة تشكيل فريق نفسي متخصص يأخذ كل حالة على حدة ؛ لمعرفة الأسباب والدوافع و الحاجة النفسية التي دفعتها للانتحار ، ناهيك عن وضع حلول للسياسات الاقتصادية كالبطالة والفقر والمساعدة في تسهيل الوصول الى المراكز النفسية .