17-05-2023 09:20 PM
سرايا - "عاوز أبقى ملك".. لم يكن يعلم الطفل عادل إمام برده الطفولي العفوي، على سؤال عن حلمه عندما يكبر، بأنه سيصبح أحد ملوك الكوميديا ورمزاً من رموز الفن المصري في المسرح والسينما والدراما، على مدار 60 عاماً، يطل على جمهوره بأعمال لا يمل منها المشاهد، حفظها عن ظهر قلب واستمر في متابعتها ومشاهدتها لعقود.
عاصر وشارك عمالقة الفن المصري في المسرح، الذي بدأه بدور بائع حلوى مرتدياً جلابية فلاحي، بمسرحية "ثورة القرية"، فكان الظهور الأول لعادل إمام على خشبة المسرح، أمام عزت العلايلي، الذي كتب المسرحية، يردد جملة واحدة "حلاوة عسلية بمليم الوقية".
لينتقل بعدها الزعيم إلى دور أكبر قليلاً لكنه بسيط في حجمه، عميق في مضمونه، فظهر في الفصل الثاني من مسرحية "أنا وهو وهي" 1964 على مسرح الأوبرا، أمام عمالقة مثل عبدالمنعم مدبولي، وشويكار، وفؤاد المهندس، ليقول النص المكتوب له، فضحك الجمهور، فزاد كلمات أخرى خارج النص، فزاد ضحك الجمهور أكثر، فاستمر في ذلك حتى صفق له الجمهور بحرارة، دون أن يعلم أن تصبح عبارته جملة شهيرة تتناقلها الألسنة، "بلد بتاعة شهادات صحيح"، جملة ظلت ولا تزال عالقة في الأذهان.
بداية النجومية والشهرة
تحولت المسرحية الناجحة إلى فيلم، وذهب عادل إلى السينما مع فؤاد المهندس وشويكار من المسرح.. وجاءت ضربة البداية مزدوجة، بين الشاشة الفضية وخشبة المسرح، واشترك مع المهندس، الذي كان المشرف العام على المسرح الجامعي في جامعة القاهرة، في مسرحية "سري جداً"، واستمر عادل إمام مع أستاذه المهندس في عدة أعمال، كانت بداية نجوميته وشهرته.
عشق الزعيم لخشبة المسرح
حالة عشق ورحلة تألق طويلة امتدت على مدار 50 عاماً، ارتبط فيها الزعيم بخشبة المسرح، الذي عشقه الجمهور وعشق مسرحياته، حيث بدأ رحلة التألق المسرحي، بعد استعانة فؤاد المهندس به للمرة الثالثة في مسرحية "أنا فين وأنتِ فين" عام 1965، ومع الخبرة والتجربة والصبر التي اكتسبها عادل إمام، طوال رحلته مع الأستاذ المهندس، أصبح وجهاً مميزاً ومحبوباً جماهيرياً، فشارك في مسرحيتين في العام ذاته "البيجاما الحمرا" مع عبدالمنعم مدبولي وسعيد صالح، ومسرحية "حالة حب" مع المهندس وشويكار" عام 1967.
بداية التربع على عرش المسرح
في عام 1970 شارك الزعيم في مسرحية "غراميات عفيفي" مع أمين الهنيدي ومحمود المليجي وليلى طاهر، لتبدأ نقطة الانطلاق الأكثر قوة للزعيم وبداية التربع على عرش كوميديا المسرح، من خلال دور "بهجت الأباصيري" ومسرحية "مدرسة المشاغبين" عام 1973، التي أحدثت زلزالاً فنياً وحققت جماهيرية واسعة ونجاحاً غير مسبوق، وشاركه فيها مع سعيد صالح كل من يونس شلبي، وأحمد زكي، وحسن مصطفى، وسهير البابلي وهادي الجيار، وتأليف علي سالم، واستمر عرض المسرحية لمدة 4 سنوات.
وفي عام 1976 قدم عادل إمام، مسرحية "شاهد ماشفش حاجة"، من دون زميليه، يونس شلبي وسعيد صالح، فقد انفصل عنهما ليواصل نجاحه المنفرد، في المسرحية التي شارك فيها مع عمر الحريري واستمر عرضها لمدة 7 سنوات، ثم تبعتها مسرحية "الواد سيد الشغال" عام 1985 والتي حملت أبعاداً سياسية واجتماعية ممزوجة بالكوميديا، واستمر عرضها لمدة 8 سنوات، وهي فترة عرض طويلة وغير مسبوقة في تاريخ المسرح المصري.
ليأتي بعدها بمسرحية "الزعيم" 1993، للمخرج شريف عرفة، وشاركه مصطفى متولي، ورجاء الجداوي، وأحمد راتب، ويوسف داوود، واستمر عرضها لأكثر من 10 أعوام متتالية، ومنها اكتسب لقبه.
وجاءت آخر مسرحيات صاحب لقب "إمبراطور المسرح" ليختتم مسيرته على المسرح بـ"بودي غارد" عام 1999، والتي كتبها يوسف معاطي، وأخرجها نجله رامي إمام، محطمة الأرقام القياسية، بعرضها لمدة 11 عاماً على خشبة مسرح الهرم، وعرضها بأكثر من بلد عربي.