سرايا -

 سرايا - هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بعيد الفصح اليهودي، وبحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد 12-4-2009، فإن الأوساط السياسية الاسرائيلية تأمل أن يكون هذا الاتصال بداية للمفاوضات بين الطرفين، خاصة أنها المكالمة الاولى بين أبومازن ونتنياهو منذ أن تسلم الأخير منصبه كرئيس للحكومة، ووفق مكتب نتنياهو فإن المكالمة الهاتفية كانت "دافئة وحميمية".

وتضيف الصحيفة أن نتنياهو ذكّر أبومازن بالعمل المشترك عندما كان رئيساً للحكومة الاسرائيلية سابقاً وأنه معنيّ باستمرار التعاون مع السلطة الفلسطينية والرئيس عباس للوصول الى اتفاق سلام.

من جهته عبر الرئيس محمود عباس عن رغبة السلطة في التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة للتوصل الى اتفاق سلام.

واعتبرت الأوساط السياسية الاسرائيلية أن دعوة أبومازن للمفاوضات عبر الاتصال الهاتفي تعتبر فتح خط مع الحكومة الجديدة، خاصة أن المفاوضات شبه تجمّدت أثناء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، وهي بمثابة فحص لموقف الحكومة الجديدة من عملية السلام، لاسيما انه سبق ولم يوافق ابومازن على الطرح الذي قدمه أولمرت سابقاً والذي تضمن التخلي عن 96% من أراضي الضفة الغربية لصالح السلطة وإخلاء 60 الف مستوطن منها وإبقاء موضوع القدس تحت إشراف دولي لبحثها في وقت لاحق، وكذلك موضوع اللاجئين الفلسطينيين، وهذا ما رفضة أبومازن، حسب الصحيفة، من أولمرت.

وأضافت الصحيفة أن مجرد استعداد أبومازن لإجراء المفاوضات مع حكومة نتنياهو التي حتى الآن لم تعلن موقفاً واضحاً من مؤتمر أنابوليس وكذلك من حل الدولتين، سوف يدفع نتنياهو لبحث هذا الامر مع المقربين منه والبدء في المفاوضات مع الفلسطينيين.

ورغم التفاؤل الذي علقه المراقبون الاسرائيليون على الاتصال بين الرئيس عباس ونتنياهو إلا أن أحمد قريع رئيس مفوض عام التعبئة والتنظيم لحركة فتح قال في وقت سابق اليوم إن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في مأزق صعب.

من جانبها، انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما سمّته "هرولة" عباس باتجاه الاتصال بنتنياهو لتهنئته، وقال الناطق باسم الحركة مشير المصري "إنّ هذا أمرٌ مستهجنٌ, في ظل استمرار التهديد والوعيد والحصار المفروض على قطاع غزة، وفي ظلّ الانتهاكات واستباحة الضفة، وتهويد القدس، وبناء الجدار".

مشددا على "أنّ كل محاولات النفخ في جثة العملية السلمية فاشلة، وآن الأوان أن تعودوا لخيارات الشعب الفلسطيني, وأن تتمسكوا بحقوقه وثوابته، وليس العودة إلى هذه اللغة التي كرّست الأجندة الصهيونية في التعامل مع القضية الفلسطينية".

وطالب القيادي في حماس بوضع استراتيجيةٍ فلسطينيةٍ موحدةٍ للتعامل مع الحكومة الصهيونية المتطرفة أمام فشل العملية السلمية، موضحاً أن "عباس يَنْقض كلامه في اليوم أكثر من مرة, ولطالما تحدث عن وقف المفاوضات؛ لكنه سرعان ما عاد على أعقابه"، وأضاف: "هذه مشكلة من ربط مصيره بعدوِّه.. فمن العار أن يحاول البعض أن يصنع لنفسه مجداً في اللحظات العصيبة على حساب شعبه، لكنه مجدٌ زائفٌ سرعان ما يزول".