21-05-2023 10:51 AM
سرايا - محمد النواطير - الفن بمختلف اشكاله وانواعه لا يكتسب بالموهبة وحسب، بل يكون وراثيا متأصلا بجينات الفنان أو الرسام أو غير ذلك من الفنون على اختلاف أنواعها، لكن الغرابة أن يكون تخصصك الجامعي باتجاه، وتكتشف أن موهبتك تذهب إلى منحنى آخر يجعل الناس تندهش بما تقدمه من لوحات إبداعية وابتكارية، أقلاء من يقومون بذلك.
مصممة الأزياء، والرسامة، ومصممة الجرافيك ديزاين، والفنانة التشكيلية هبة أيمن، أصبحت خير مثال على أن عامل الوراثة إلى جانب الموهبة، كان أهم من عامل الدراسة، أو ما يرغب الأهل ماذا يريدون أن تصبح.
تمسك ريشتها بكل رفق، وتبدأ خربشاتها العشوائية على ورق مصقول، كما صقلت موهبتها بالحب والإرادة، لتشكل تلك اللوحات الإبداعية، التي تلونها تارة، وتتركها للأطفال يلونونها كما يحبون، فهي رسمت لهم لتكون بمثابة انطلاقة لحياة زاهية يعيشونها من خلالها.
كفيلم سحري، تقول هبة: "أنا لا أصور العالم بحنكة العيون ولا بدقة العقل، بل بسحر ينبض في أعماق القلب"، ويتراقص قلبي على أوتار الشغف والأحاسيس، ويمزج ألوان الحياة على لوحة الروح، لأخلق لوحة تبعث على التأمل والإلهام.
وبقدر ما تنطلق الألوان من إبداعها على القماش أو الورق، تعيش في عالم مليء بالجمال والتفاصيل الدقيقة، وتترجم لغة الأحاسيس إلى خطوط رقيقة وأشكال مبهرة، تخرجا من أبعاد الواقع إلى عالم خاص بحواسي الداخلية، لا أستعمل فرشاة أو قلما، بل أخلق بوحا من قلب ينبض بالإبداع.
معزوفة تتسلل إلى أعماق الروح، فالرسم ليس مجرد خطوط وألوان تتلاعب بها، بل هو ابتكار ينبثق من فكر متجدد، معززا برفقة سرد قصص للصغار، تتناغم الحكايات مع لوحات يكتسيها البياض، حاملة في جنباتها قصائد مجهولة لم تكتب بالحبر، بل انطلقت من خيال بديهي لا يعرف الحدود، لوحات بلا ألوان، تنتظر الأطفال ليكونوا لها حكاية خاصة، لتأخذهم بين السحر والمغامرة والتعبير عن أنفسهم بشغف وحرية عارمة.
رغبتها تنبعث من داخلها، وتطمح إلى التعاون مع مكتبات ومؤسسات تعليمية، لتكون بوابة ترسم الفرح على وجوه الأطفال، فتمنحهم الفرصة للاستمتاع بأعمال فنية تحمل طابع الإبداع، وتتجسد فرشاتها في لوحات تفيض بالجمال والحكمة، تتناغم فيها الألوان والأحرف في وئام عاطفي، تسطر لحنا ينبض بروح التعلم والتعبير، ولتكن الأوفر والأمر الأكمل، لتصبح لوحاتك ذات كميات وفيرة، تفيض إلى قلوب الصغار بلهفة وشغف، تحفزهم على استكشاف عالم الخيال والإبداع بلا قيود.
تتلألأ الموهبة على صدارة أيامها، وتغوص في عالم التصميم دون انقطاع أو كلل، تنسجم أناملها بالألوان والقماش، تعبث بالتفاصيل برشاقة وحس راق، فتشهد تصميماتها إعجاب الأشخاص المتحمسين للأزياء، وتنال شهادات التقدير، تثمر عن عنايتها الفنية وجهودها الإبداعية.
ومع انبعاث أثر جائحة كورونا، تلاشت الأضواء عنها بتصميم الأزياء، واندثرت مساراتها فيه، لكنها أفسحت المجال لانطلاقة جديدة، لموهبة كانت ترقد بين ثنايا الروح، تتجلى الآن بكل قوتها، تنشر أقلامها على لوحة الإبداع، تصوغ لوحات تفتح أبواب الدهشة والإلهام، حيث تجد قدرتها الفنية المتنوعة طريقها في تشكيل الجمال، تختلط فيها الألوان بسمفونية هادئة، وتنسجم الخطوط لتروي قصة تجاوزت حدود الكلمات.
فأصبحت رسامة متفانية لوحدها، صانعة لجواهر الفن، حتى تملكت الكثير من اللوحات الجميلة التي انبثقت من أطراف أصابعها، وتحولت إلى مرساة للأرواح الباحثة عن الجمال والفن، حاملة للأحاسيس والرؤى، تملأ لوحاتها المعارض وتستحوذ على قلوب المحبين للفن، فأصبحت من عطائها ملكا لمن يرون في أعمالها تلك القدرة الساحرة على الإبداع.
وتنسجم مع إحساسها العميق، الفن الراقص على أوتار الإبداع، امتلكت قدرة خاصة على توظيف الصور والأشكال لتنقل المشاعر والأفكار إلى عالم ملون ومفعم بالحياة فأمامها طرق لا تعد ولا تحصى، حيث أتقنت فن التعبير البصري بأساليب متعددة وأساليب تجسيد مبتكرة. تحلق في عوالم الخيال والتجريب، تعتبر حدود المألوف وتسعى لاكتشاف أفق جديد من الجمال والإبداع.
مستمرة في رحلتها الفنية، معتمدة على قلبها المليء بالشغف والرؤية الفنية، لتمضي في رسم لوحات تنبض بروحها وتلامس قلوب المشاهدين، وقد تجاوزت حدود الزمان والمكان، لتصبح جزءا لامتناهيا من عالم الفن والإبداع.
وفي ساحة التحديات العنيدة، تتألق الإنجازات بجمال لا يضاهى. أمضت في رحلتها المتواصلة، مستمرة في انتزاع الألوان والأحاسيس من عمق الفن، حتى آخر نقطة يحملها قلمها الثاقب، وآخر لون يعبر عن سعادة الطفل المتلون على أحد رسوماتي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-05-2023 10:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |